Al Jazirah NewsPaper Tuesday  19/12/2006G Issue 12500مدارات شعبيةالثلاثاء 28 ذو القعدة 1427 هـ  19 ديسمبر2006 م   العدد  12500
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الرأي الاخر
الصورة الشعرية..ومسارب ضوء الإبداع!!

الصورة الشعرية ذلك العالم الشفيف المتنامي في حدس الشاعر والمترامي على ضفاف فكره.. نعم، في كل إنسان طفل شاعر يحرك المشاعر ويثير الأحاسيس.. وتبقى الصورة الشعرية هي الحد الفصل بينهم في درجات الإبداع والدقة في مهارات التصوير.. فالشاعر مصور يرى الأشياء ويعايش الأحداث فيمزج دقة الحدس بالتقاط الصورة مع عقله الباطن.. لتتولد لديه لوحة فنية تتفاوت درجة صفائها ونقائها من شاعر لآخر.. من هذه النقطة نقول أن الصورة الشعرية ملغومة بومضات وبريق تداعيات نابعة من تراكمات ذاتية مخبأة بين سطور المفردة الشعرية، وهذه التداعيات مترسبة ومتمحورة في ثنايا العقل الباطن للشاعر، بحيث يمر الشاعر بصور شتى ومتفرقة في حياته وتتراكم مكونة حزماً ضوئية مبعثرة تمر عبر الشعور واللاشعور، فتتكثف مكونة صورة جديدة حديثة النشأة والمولد، ومكونة مخزوناً تصويريا ثريا.. فالصور حلم هلامي لزج تتمرأى إشكالياته بسعة بؤرة الثقافة الكامنة في كل شاعر.. وفي النص الشعري تتمخض الصورة مكونة نوراً يأسر أعين الذائقة عند المتلقي مشكلة توق ومتعة ذاتية لا توصف أو تترجم؛ إذ الثقافة الواعية ودقة الحدس في التقاط التفاصيل ركن من أركان هذا الحلم العلم المتشبث في أطراف الواقع.. فلو اجتمع شاعران وأكثر أمام بحر مثلا، وطلب منهما كتابة ما يجول في أعماقهم بنص يترجم ما في باطنه الحسي لاختلف بكل تأكيد منظور كل منهم في خلق صورة معبرة عن هذا البحر، وتباعدت رؤاهم في وصف ومزج أبعاده وجزئياته؛ فكل منهم يصور ما يراه هو بحسب حالته النفسية وقدرته الإبداعية في ابتكار لقطة جديدة تختلف عن ما سبقوه في التعبير عن هذا المنظر.. إذ الإبداع الحقيقي لدى كاتب النص يرتكز على استنطاق الواقع برؤية أخرى أوسع أفقا وأدق تفاصيل من الإنسان العادي بتجديد مستمر بعيدا عن التكرار والوقوع في فخ التقليد.. فتمتزج الأخيلة لخلق حس جديد خارج عن المألوف ومتوافق مع الحقيقية.. كما أن المتلقي بطبعه يبحث دائما وأبدا عن من ينقل الواقع الملموس بزوايا أخرى تتناغم مع أحاسيسه ومشاعره وتتوافق مع تحريك جذوة المتعة في داخلة والتلذذ بنشوة الإبداع وبهجة الصور الجديدة التي نقلته إلى عالم آخر يرى العالم بحس ولون آخر بدرجة جادة من الوعي والقلق الإبداعي، الذي يهيئه له كاتب النص منشئا سيلاً من الصور المنطوية على احتمالات المعنى والمتباينة على إحاطة المتلقي كل حسب مدركاته وأبعاده الحسية.. المعنوية..
وعلى الشاعر الواعي ان يخلق رؤى جديدة بحدسه الخاص ويخرج عن السياق المألوف المكرر والمستهلك من تجارب الآخرين الذين سبقوه إلى سياق لغوي مليء بالايحاءات الجديدة والأخيلة المبتكرة.. من هنا أتمنى أن تسهم هذه القراءة في توسيع دائرة الوعي حتى يتمكن كل من الشاعر والقارئ أن يتدخل في خلق جو من الرؤى المنبثقة من مفهوم أرحب لهذا الكائن الحي المسمى بالإبداع بعد القراءة وهي قابلة لأن تتخلق في ذهن القارئ أثناء وبعد فعل القراءة.

إبراهيم الشتوي
a-alshwi@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved