| |
(الفضيلة) هدفنا يا ابن بخيت
|
|
سعادة الأستاذ خالد المالك.. رئيس تحرير الجزيرة.. المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: فقد قرأت في صحيفتكم الموقرة في العدد 12492 في يوم الاثنين الموافق 20-11-1427هـ للكاتب (عبدالله بن بخيت) في زاويته (يارا) عن موضوع الهيئة وتعليقه على موضوع الشابين اللذين انتحلا شخصية رجل الهيئة وقاما بالتحقيق مع الرجل وزوجته هذا ما ذكرته جريدة الحياة باختصار... أنا لا أتكلم عن تفاصيل تلك المشكلة فنحن بشر نصيب ونخطئ لكن أتكلم عن الذي يشهر بالأخطاء ليس إسهاماً منه في حلها بل استمتاعاً في الحديث عن تلك الأخطاء، الكاتب يقول: (رجل الهيئة يخترع نظامه أولاً حسب الحالة التي يوجهها لأنه لا يعمل بصفته موظفاً بل بصفته متطوعاً يحافظ على الفضيلة). أقول: المحافظة على الفضيلة واجب على كل مسلم ومسملة يعيش في المجتمعات الإسلامية التي شعارها الفضيلة، ولكن وللأسف تستنقص في هذه الأيام عند (بعض) أفراد المجتمع. والمسلم في هذه الحياة الدنيا له هدف عظيم وغاية كبيرة يسعى إليها في أعماله وأقواله وهي تحقيق الفضيلة على أرض الواقع، والفضيلة ليست هي كما وصفها الكاتب بقوله: (الفضيلة واسعة وفضفاضة لها تفسيرات بعدد سكان الأرض). أقول: الفضيلة هي كل ما يدعو إلى أمر محمود سواء في الأفعال والصفات أو في فكر الشخص وثقافته والفضيلة إن كان لها تفاسير كعدد سكان الأرض فإنها لا تخرج عن لفظها ومعناها. حينما يتكلم الكاتب ويصف عمل رجل الهيئة ويقول: (عمله يقع في نطاق التوقيع والافتراض). هذا دليل على أن الكاتب ليس عنده خلفية عن ماهية عمل الهيئة وما دورها. وهو مراقبة الأسواق والمرافق العامة وأن الهيئة من رجال الضبط الإداري ومصطلح الضبط الإداري المنبثق من لائحة الإجراءات الجزائية والتي يندرج تحت نظامها الهيئة هو: مجموع ما يفرض من قيود الأفراد للحد من حرياتهم بهدف صيانة النظام العام... بخلاف الضبط الجنائي وهو: البحث عن مرتكبي الجرائم وضبطهم وجمع المعلومات والأدلة اللازمة لتحقيق وتوجيه الاتهام إليهم. والفرق بين الضبط الجنائي والضبط الإداري هو أن الضبط الجنائي يكون بعد وقوع الجريمة فيما أن الضبط الإداري يكون لمنع وقوع الجريمة والوقاية منها. حينما نتكلم ونكتب فإننا مطالبون بالواقعية يقول الكاتب (ليس غريباً أن يقوم رجل الهيئة بتوقيف رجل وزوجته والتحقيق معهما حتى قبل أن يقع منهما ما يخالف القانون بالمعنى الحرفي). أقول: من قال إن رجال الهيئة تقوم بحملات تفتيش لاستيقاف الناس ومساءلتهم..! هل بينكما صلة شرعية أم لا..؟ إن عمل الهيئة واختصاصها لا يجهله أحد في هذا المجتمع وهو مكافحة الفساد الأخلاقي. والسؤال الذي يطرح نفسه هو إن كان هنالك رجل وامرأة في المرافق العامة أو الأسواق وخرجت تصرفاتهم عن الأدب العام بشكل واضح.. أليس هذا مستند واقعي يستحق المساءلة من قبل رجل الهيئة بصفته صاحب اختصاص. ثم إن الكاتب غفل عن المصطلحات التي أتى بها وهي (مع- وضد) وهو قوله (أمام المرء موقفان لا ثالث لهما: إما أن يكون مع الهيئة كما هي الآن أو لا يكون). أقول: لا.. بل المجتمع كله مع الهيئة حكومة وشعب.
د. أمل حسن الإبراهيم - باحثة قانونية
|
|
|
| |
|