بعد أن تحوّل الحي لمستنقع للمياه الآسنة والوباء يُهدد سُكانه
مياه المجاري تختلط بمياه خزانات المنازل النقية في الطائف

* الطائف - متابعة - فهد سالم الثبيتي:
اختلطت مياه الصرف الصحي بالمياه المُحلاة في خزانات الأهالي في حي الشرفية على طريق السيل العائد للطائف، الأمر الذي زرع الخوف والفزع في نفوس الأهالي بعد مُعاناة لطفح المجاري لأكثر من 5 سنوات لم تُسارع الجهات المسئولة بايجاد حل للمشكلة على الرغم من جهود معالي محافظ الطائف الذي وجّه بتشكيل لجنة عاجلة من المحافظ والبلدية وفرع المياه للوقوف على الضرر الذي أصاب الأهالي والذين يزيد عددهُم عن 10 آلاف نسمة ووضع التوصيات العاجلة لرفعها ولكن لم يحُل جديداً في الأمر، بل استفحلت المُشكلة وزادت وتفاقمت مع زيادة المستنقعات الخطرة من المجاري فيما ظل الأهالي يجلبون وايتات الشفط علّها تحل شيئاً من المُعاناة لحين أن أصبحت تكلفة كل صاحب منزل وايت بشكل يومي بهدف شفط المياه من الشوارع بعد طفحها وربما تتأخر هذه الوايتات ولا يوفون أصحابها بالحضور الأمر الذي يُمثل نشوء بيئة خطرة جداً على سكان الحي التي قد تُلحقهُم بالمصحات وربما بالعزل نتيجة ما قد تؤديه هذه المُشكلة من أمراض وبائية ومُعدية قد تفتك بالأهالي كمرض الوادي المتصدع على سبيل المثال، فيما سارع عدد من ساكني الحي بعد أن تفاجؤوا بمياه المجاري تختلط بمياه التحلية في خزاناتهم وذلك عن طريق الروائح التي تنبعث منها مغادرة الحي وترك منازلهم بحثاً عن مسكن في بيئة آمنة تقيهُم من شرور التلوث ومن الأمراض الوبائية بعد أن أصبح حي الشرفية والذي تزيد المنازل فيه عن 800 منزل حتى بات الحي على (كف عفريت) فيما يُعانون طلبة وطالبات المدارس والأطفال عموماً من قطع الطريق والذي تحول لحُفر ومصائد عميقة قد تلتقطهُم وهُم يحملون حقائبهُم المدرسية سواء عند ذهابهُم أو عند عودتهُم.
(الجزيرة) انتقلت للحي بعد خروج الأهالي الذين أصبح شُغلهُم الشاغل تصريف المياه من منازلهُم وإنقاذ أسرهُم وأطفالهُم.. والتقينا في البداية بالمواطن (عادل المطيري) وقال: تعبنا من الكلام عن معاناتنا حتى يبست الكلمات في حلوقنا ولكن ما يُثير غرابتي بأن الجهات المسئولة عن المُشكلة بدلاً من أن توجد حلاً لها ذهبت في مخاطباتها للتعقيد وسحبوا إقامات العمالة الذين استعنا بهم لإنقاذنا من مياه المجاري والتي اختلطت بمياه الخزان المُحلاة ونستغرب التناقض الذي نشأ بينهُم بعد التثبت من خلال العينة التي خرجت من التحليل والتي تؤكد بأن مياهنا في المنازل مُلوثة. وطالب المطيري بتشكيل لجنة عاجلة لإيجاد حل يُنقذ الأهالي من كارثة بيئية وصحية.
ويقول (مسحل محمد العتيبي): روائح المجاري انبعثت من خزانات منازلنا ولم نعُد نطيق البقاء في الحي الذي أصبح يُخيفنا كوننا لا نأمن على أسرنا من الأمراض المُعدية والفاتكة بالصحة ومن حقنا أن نرفع أصواتنا ونطلب التدخل السريع والعاجل.
أما المواطنان (حمود وسفر الحارثي) فقد عبّرا عن أسفهما لعدم تحرك الجهات المعنية والمسئولة لإنقاذ الحي والأهالي من كارثة يصعُب بعدها تفاديها وأشاروا إلى أن هُناك عدداً من السُكان فضلوا مغادرة الحي والسكن في أحياء قريبة وتركوا منازلهُم خوفاً من المُستقبل القادم في ظل تباطؤ الجهة المسئولة وعدم مد يدها نحو المتضررين والذين يئنون ويطلبون الإنقاذ.
أما المواطن (عواض الجعيد) فيؤكد بأنه طرق أبواب المسؤولين وقدم شرحاً وافياً عن المُشكلة لحين أن تم تشكيل لجنة بأمر المُحافظ وقرروا إنشاء أبيار في الحي بعمق 3م وبدلاً من أن تكون قريبة من موقع الطفح وموقع المشكلة أبعدوها أكثر من 3 كم وبقيت في الحدائق دون أي فائدة، حيث باتت تُشكل خطورة على الأطفال الذين يلهون لحين أمن تمت تغطيتها بطبقة إسمنتية ولم تُقدم أي حل للمُشكلة مُطالباً الجهات المعنية والمسئولين بالتدخل السريع ومنع تفشي الأمراض وتكاثر الناموس.
فيما كان للمواطن (سعيد المالكي) حديث، حيث قال: هُناك تقاعس عن أداء المهام وتحمل المسئولية، فالأهالي في خطر واستغرب أن تُباشر اللجان الحالة ونقوم بمرافقتها من أجل توضيح الضرر واقترحنا عليهُم إنشاء مجمعات مؤقتة لحل المُشكلة الحالية من أجل تصريف المياه لحين أن يتم حل المُعضلة الرئيسية ولكن للأسف ذهبت آمالنا في مهب الريح، فيما طالب المالكي بلجان عاجلة وحلول سريعة لإخراج أكثر من 10 آلاف نسمة من كارثة بيئية من المتوقع حدوثها في حال عدم التجاوب.