| |
هذا الشعب المتحضر يستحق هذه القيادة الرشيدة د.عبدالله بن إبراهيم القويز(*)
|
|
في يوم 25 نوفمبر الماضي شهدت مملكة البحرين وللمرة الثانية على التوالي الجولة الأولى لانتخاب أعضاء مجلس النواب والمجالس البلدية تلتها في يوم 2 ديسمبر (من هذا الشهر) الجولة الثانية لهذه الانتخابات. شارك في هذه الانتخابات 73.6% ممن يحق لهم الانتخاب، ولم تصادف عملية الاقتراع هذه أي أعمال عنف وشغب، ولم يثبت أمام القضاء المستقل صحة الادعاءات النادرة عن وجود تجاوزات. أثبت الشعب البحريني خلال هذه الانتخابات أن وعيه الوطني لا يرقى إليه الشك وبرهن على قدرته لتحمل المسؤولية، يعكس ذلك النسبة العالية للمشاركة مقارنةً بالمقاييس الدولية والهدوء الذي ساد العملية الانتخابية رغم مشاركة المعارضة لأول مرة، كما أثبتت القيادة البحرينية وعلى رأسها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قدرة فائقة على إدارة العملية الانتخابية بكل حرفية وحيادية واقتدار وامتصت الاستفزازات التي كانت توجه قبل وأثناء العملية الانتخابية من بعض المشككين وأصحاب الأهداف المعروفة؛ لقد أدار جلالة الملك دفة السفينة بكل صبر وتؤدة وحلم وحزم حتى أوصلها إلى بر الأمان. مركز التجارة العالمية، جزر تالا، جزر أمواج، أبراج اللؤلؤ، درة البحرين، سيتي سنتر، خليج البحرين، رفاع فيوز، المرفأ المالي، هذه أسماء بعض المشاريع العقارية العملاقة الجاري تنفيذها. تطوير المطار وبناء جسور وكَبَارٍ جديدة، توسيع محطات الكهرباء وإنشاء محطات توليد وتحلية جديدة، توسيع وتنويع نظم الاتصالات، بناء مدينة الملك حمد الطبية، الترخيص لأكثر من أربع عشرة جامعة ومؤسسة للتعليم العالي وإنشاء مناطق صناعية جديدة، هذه بعض نماذج لمشاريع البنى التحتية الجديدة اللازمة لاقتصاد متطور جارٍ تنفيذها؛ والاقتصاد البحريني رغم صغر حجمه مقارنةً ببقية دول مجلس التعاون إلا أنه يُعَدُّ الأكثر تنوعاً والأقل اعتماداً على البترول. فالخدمات المالية وحدها تشكل ربع الدخل المحلي الإجمالي وتقارب أصولها عشرين ضعفاً مقارنةً بالدخل المحلي الإجمالي وذلك نظراً لتطورها وتقديمها لمختلف الخدمات المالية لدول المنطقة من الهند إلى المغرب ومن تركيا إلى جنوب إفريقيا. وتتمتع البحرين بتصنيف محترم من قبل هيئات التصنيف الدولية وقد نما الاقتصاد البحريني بمعدل 7.8% في عام 2005م ويتوقع أن يزيد معدل النمو هذا العام عن مستواه في العام السابق، فالاقتصاد البحريني ينمو بمعدلات تعتبر من أعلى معدلات النمو ليس فقط بين دول مجلس التعاون وإنما أيضاً بقية الدول العربية، وتزيد إيرادات الدولة عن مصروفاتها مما يوفر لها فائضاً في ميزانية الدولة، كما يتمتع الميزان التجاري البحريني بفائض مريح مساهماً في تحقيق فائض أعلى في ميزان الدفوعات. تلعب مؤسسات المجتمع المدني دوراً رائداً في الحياة اليومية للمجتمع البحريني الصغير حيث يصل عددها إلى ما يقارب 400 جمعية تنشط في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية وبمعدل جمعية واحدة لكل ألف مواطن بحريني تقريباً. يندر أن يمر يوم من أيام السنة دون أن تستقبل عاصمة مملكة البحرين مسؤولاً دولياً أو إقليمياً وعلى أعلى المستويات كما يشارك المسؤولون البحرينيون على مختلف المستويات وبفعالية في الاجتماعات الدولية والإقليمية بما في ذلك مجلس التعاون والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجيران العراق ومنظمات الأمم المتحدة... الخ. وتستضيف العاصمة البحرينية بصورة دورية ومنتظمة المؤتمرات الدولية والإقليمية لبحث قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية إضافة إلى قضايا السلام والأمن في المنطقة، كل ذلك يدل على المكانة الرفيعة والاحترام والتقدير الكبير الذي تحظى به مملكة البحرين الشقيقة وقيادتها الرشيدة من لدن أشقائها وجيرانها وبقية دول المنطقة والمجتمع الدولي، فقيادتها الرشيدة وعلى رأسها جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين تصر دائماً على المحافظة على الثوابت والتأكيد على استمرارية النهج وحماية المسيرة المباركة من أية عثرات قد تعترضها. فهنيئاً للمملكة البحرين عيدها الوطني الخامس والثلاثين وهنيئاً لمليكها المحبوب بعيد جلالته السابع؛ وحفظ الله البحرين وأهلها من كل مكروه.
(*) سفير خادم الحرمين الشريفين بالبحرين
|
|
|
| |
|