| |
تعقيباً على الفيصل هجومك على المعلمين لا مبرر له
|
|
كتب الأخ/ محمد بن عبدالعزيز الفيصل يوم الأحد 19-11-1427هـ في صفحة مقالات مقالاً هجومياً قاسياً شنَّه على وزارة التربية والتعليم وكان للمعلمين والموجهين نصيب الأسد من هذا الهجوم ابتدأه بعنوان يوحي بالإحباط واليأس (تعليمنا بين الفشل والإخفاق) وقال في مطلع المقال: (نظام التعليم العام يزحف زحفاً نحو التقدم والتطور في محاولة يائسة محطمة.. وهذه المحاولة كان مصيرها الفشل الذريع). (يزحف.. يائسة.. محطمة.. الفشل الذريع) ما هذه القسوة؟ وما هذا التشاؤم؟. كيف غفلت عن الجهود المبذولة من قبل وزارة التربية والتعليم في الرقي بالتعليم في هذا الوطن الغالي علينا جميعاً كالإشراف المتنوع، المدرسة التي نريد التقويم الشامل.. تطوير المناهج.. برامج التدريب التي استفاد منها خلال العام الماضي عشرون ألف متدرب في منطقة الرياض فقط.. وأيضاً مشروع الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وغيرها من الخطوات التطويرية الرائدة التي سيكون لها أثرها البارز والواضح في المستقبل بإذن الله؟؛ وغير خافٍ عليك ولا على كل ذي بصيرة أن التربية نتائجها لا تأتي في يوم وليلة، فمع مرور السنين تُقْطَفُ الثمار ويحلو الحصاد. إن ما أزعجني كثيراً ذلك الهجوم غير المبرر الذي توجه به الكاتب إلى المعلمين والموجهين حيث كانت عباراته شديدة وعنيفة مثل قوله:( كوادر تقليدية غير منتجة.. شكلية.. العاهات التعليمية.. أثبتوا فشلهم.. فالخلل نابع منهم)، كيف سمحت لقلمك أن يسطر هذه العبارات فهم فيهم خير كثير وتوجه إليهم سهام نقدك باتهامات من مثل قولك: (الكل يشتكي من طريقة تعامل المعلمين مع الطلاب فكانت الأساليب الهمجية التي يتخذها هؤلاء أثناء ممارستهم دورهم التربوي خاطئة غارقة في بحر الفوضوية)؟!. فحكمك.. تعميم على المعلمين! لو قلت البعض قد يُقْبَلُ كلامك وحكمك، علماً بأن مَنْ تتهمهم قلة؟ هل عملت استطلاعاً صحفياً أو مسحاً ميدانياً فخرجت لك هذه النتيجة السوداوية أم أنها مواقف شخصية جعلتك تجرح معلمي ومربي أبناء الوطن؟.. ثم إنك تمعن - هداك الله - في الجور وتقول: (فهم كما يتحدث الكل!! يخرجون الأجيال الذين لم ولن يحملوا سوى الكره والحقد...) حتى قلت: (أصبح لدينا أعداد ضخمة كبيرة من أجيال المستقبل التي تحمل آلاف العقد والعقد التي خلفها معلمو الأجيال). هل اشتكى لك أحد الأطباء النفسيين من الأعداد الضخمة والكبيرة التي تراجعهم في عياداتهم من الطلاب؟ أنت من خريجيهم فهل أنت من أهل الحقد والكره؟ هل لديك عقد بسببهم؟ كيف غفلت عن المبدعين الذين تخرجوا تحت أيديهم؟. يبدو لي أنك لم تتأنَ قبل خط حروفك في مقالك، فالمعلمون من خيرة أبنائنا المخلصين وأغلبهم من فئة الشباب الذين يتدفقون حيويةً ونشاطاً وعلى درجة كبيرة من العلم والعقل والرزانة والدين.. أخذوا على عاتقهم خدمة الدين ورفعة هذا الوطن العزيز ويبذلون ويضحون في سبيل ذلك. وإن كانوا يواجهون المشاق ويتحملون الأعباء التي لا تخفى من حصص كثيرة وأعداد كبيرة من الطلاب وإشراف وريادة ومشاركة في الأنشطة والدورات وغيرها من المهام التي يتولونها.
عبدالله بن سعد الغانم تمير - ص.ب 42
|
|
|
| |
|