| |
بصمة قلوب بلا رحمة
|
عندما يخلو القلب من الرحمة بفقد المرء القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب والبر والعقوق والصديق والعدو، والمصيبة الكبرى عندما تصاب قلوب الأبناء بالتحجر والقسوة عندها تتساوى لدى العاق والعياذ بالله الاساءة والاحسان إلى من بذل العمر من الآباء كي يكبر الابن ويشتد عوده ليجده الأب الذي كان يذخره لقسوة خريف العمر أقل رحمة من الخريف نفسه والشاعر محمد بن راشد العصيمي قدر له أن يرى أحد الأبناء يتعامل مع والده كما يتعامل مع دابة لتتحرك لدى الشاعر نخوته الانسانية ويقول هذه القصيدة الرائعة التي تمثل موقفاً من مواقف الشعر الجميلة.
ترفق عليه القت به الغبر بين يديك |
غدر به زمان الغدر قدام تغدر به |
على وجهه الشاحب رموز السخط تنبيك |
عن المركب اللي في بحر غيره ابحر به |
على الشاطي المظلم رسى به وجا ناصيك |
يبي منك نجده وأنت تضحك وتسخر به |
ضعيف الجهد لو به جهد ما تلوّى فيك |
قصير الخطى وادناه شي يتعثر به |
حدته السنين وجاك من ديرته يبغيك |
ترد الجميل وتقضي العمر في قربه |
تعينه على هذيك وتجيب له هذيك |
تلمس رضاه وتعتني به وتجبر به |
ولقاك الغليظ اللي مشاكيه ما تعنيك |
ليا صار قلبك من حجر كيف تشعر به |
على الهون لدّ بي النظر ودّي استنبيك |
وأناقشك في وضع يجوز انك اخبر به |
تراك بتصرفك العوج مزعل واليك |
ليا اهملت واجب والدك وانت تومر به |
لو انك رجعت وجلت بالفكر في ماضيك |
وتذكرت وش لاجلك تراخص وغامر به |
عرفت ان مهما تفعله فيه ما يعفيك |
ولا عاد عنه اليوم عذرٍ تعذر به |
محمد بن راشد العصيمي
|
|
|
| |
|