| |
مَن المتسبب في تجفيف جيوب المساهمين؟!
|
|
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة -سلمه الله- تابعت ما ينشر في الجزيرة من موضوعات حول سوق الأسهم.. وأقول بعد مرور ما يقارب عاما كاملا على انخفاض سوق الأسهم ولا يزال هذا الانخفاض يتوالى يوماً بعد يوم حتى تبخرت من خلاله آمال وأموال المساهمين من المعلمين والمعلمات والموظفين والموظفات وسائر شرائح المجتمع ممن أمَّلوا خيراً بهذا السوق من أجل تنمية مدخراتهم ومن أجل بناء مسكن لهم ولأبنائهم دون الحاجة إلى الاقتراض أو السلف.. ولكن الذي حدث في هذا السوق خيّب آمالهم ولم يكن في الحسبان حيث انقلب الهرم الذي شيدوه فأصبح الذي يملك مليوناً مديوناً... يا ترى! من نلوم في هذه المصيبة (الفاجعة) هل نلوم أنفسنا؟ أم هيئة سوق المال؟ أم المحللين؟ وما أدراك ما المحللين.. من وجهة نظري أننا نحن معشر المستثمرين المغلوب على أمرنا لا نلوم أنفسنا كثيراً بسبب الطفرة الاقتصادية التي تعيشها مملكتنا الحبيبة وكذلك الاستقرار الأمني فجميع معطيات الاستثمار متوفرة -ولله الحمد-. أما بالنسبة لهيئة سوق المال فلنا عليها بعض الملاحظات التي لا يجهلها كثير من المتعاملين في السوق. أولها: الصمت المطبق حيث إنه لم يخرج لنا مسؤول واحد يوضح لنا الأسباب في تدهور السوق. وثانيها: الهيئة في وقت مضى كانت تنصح المساهمين بالاتجاه لأسهم العوائد والابتعاد عن الأسهم الخاسرة، وللأسف يحدث عكس ما نصحت به فلا أسهم العوائد ولا غيرها نجا من هذا الانخفاض. ثالثها: إذا كانت الهيئة تدعي أن أسعار الشركات قد تضخمت، إذاً من الذي وافق على إدراج شركات بعلاوات إصدار مبالغ فيها حيث إنه لما تم إدراج تلك الشركات للتداول ثم تداولها بسعر أقل من سعر الاكتتاب وصار المكتتب يبحث عن رأس ماله فقط، وأقرب مثال على ذلك تأجيل إدراج سهم إحدى الشركات المبالغ في علاوة إصدارها، فأين الشفافية التي تطالب الهيئة الشركات بها؟ رابعها: توحيد فترة التداول في هذا الوقت الذي لم يرض به ولا 5% من المتداولين، وإذا كانت الهيئة هدفها من هذا الوقت القضاء على حمى المضاربة وعدم تسرب الموظفين من أعمالهم فأظن أن الموظفين لديهم الأمانة في عدم الخروج من أعمالهم، وأيضاً هؤلاء الموظفون عليهم رقابة إدارية تحاسبهم عند غيابهم أو تقصيرهم والنظام واضح في هذا الشأن. أما المحللون الذين فاق عددهم عدد المتداولين فحدّث ولا حرج فبالله عليكم ما رأيكم برجل يدعي التحليل الفني للسوق يخرج ويعلن أمام الملأ أن السوق سينخفض مؤشره إلى ما يقارب 5500 نقطة في وقت كان السوق يتداول مؤشره ما يقارب 9000 نقطة مما أثر نفسياً على المتداولين فمن يريد الدخول للسوق لم يدخل لأنه يفضل الانتظار والشراء بأسعار متدنية، ومن هو متعلق بخسارة 70% من ماله يحثونه على الخروج بأقل خسارة. فيا ترى من يجيبنا على هذا السؤال (من المتسبب بتجفيف جيوب المساهمين؟؟؟) نرجو أن نجد الجواب.
محمد بن عثمان الضويحي مدرسة مصدة سدير
|
|
|
| |
|