* موسكو - سعيد طانيوس: بدرت عن روسيا إشارات تدل على احتمال موافقتها على مشروع القرار الذي أعدته دول أوروبية بشأن إيران, والذي من المفروض أن يتبناه مجلس الأمن الدولي خلال الأيام القليلة المقبلة, في وقت طفت فيه على السطح خلافات مالية بين الجانبين الروسي والإيراني بشأن تمويل بناء محطة بوشهر الكهرذرية؛ الأمر الذي يهدد بتأخير تشغيلها المفترض في نهاية العام المقبل. وفيما يدعو مشروع القرار الذي تؤيده الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض حظر على تصدير مواد وتكنولوجيات من الممكن أن تستفيد منها إيران في تطوير برنامجها النووي وصنع الصواريخ, قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا تؤيد العقوبات المقترحة التي لا تمس مشروع بناء المحطة النووية في بوشهر. ولا يتطرق مشروع القرار المقترح إلى حظر إكمال بناء محطة بوشهر التي تقوم إحدى الشركات الروسية بتشييدها. وأكدت روسيا وإيران استعدادهما لبدء تشغيل المحطة لإنتاج الكهرباء في تشرين الثاني - نوفمبر المقبل، كما قال مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو الذي زار طهران مؤخراً. ويقول الباحث الروسي الكسندر بيكايف إن روسيا ستضطر إلى الموافقة على أن يفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات محددة على طهران إذا لم تستجب طهران لمطالب مجلس الأمن ومجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويرى خبير روسي آخر هو كونستانتين ماكيينكو أن تصويت روسيا بالموافقة حتى على فرض عقوبات خفيفة لا تحظر إكمال بناء محطة بوشهر يمكن أن يعرقل تصدير منتجات روسيا من الآلات، خاصة الطائرات المدنية، إلى إيران، ولكنه لا يتوقع أن ترفض إيران شراء أسلحة دفاعية روسية مثل نظام (تور) المضاد للطائرات احتجاجا على تصويت روسيا لصالح تبني مجلس الأمن الدولي لقرار بشأن فرض عقوبات على طهران. وفي هذه الأثناء, ذكر مصدر في اللجنة الحكومية الروسية الإيرانية لشؤون التعاون التجاري الاقتصادي أن تشغيل محطة بوشهر الكهرذرية في الموعد المقرر يتعلق بتصرفات الجانب الإيراني. وقال المصدر إن حجم تمويل المشروع كان يجب أن يصل في شهر تشرين أول - أكتوبر الماضي إلى 33 مليون دولار إلا أن الجانب الإيراني لم يخصص سوى 8 ملايين. كما كان من المقرر أن يبلغ حجم تمويل المشروع في شهري تشرين أول - أكتوبر وتشرين ثاني - نوفمبر الماضيين 68 مليون دولار لم يخصص منها الجانب الإيراني إلا 29 مليوناً فقط. وأضاف المصدر أن الوضع المرتبط بالمشروع يتعقد بسبب البيروقراطية الإيرانية. ويذكر أن عددا من خبراء شركة (آتوم ستروي اكسبورت) الروسية يعملون حالياً في طهران لإعداد خطة عمل دقيقة لبناء محطة بوشهر.
|