رئيس الوزراء الإسرائيلي يقر بامتلاك السلاح النووي وحكومته تكذبه
عباس استقبل سراً مبعوثين من أولمرت وطلب الإفراج عن البرغوثي

* غزة - رام الله - برلين - رندة أحمد - الوكالات:
كشفت صحيفة هاآرتس أمس الثلاثاء نقلاً عن مصادر سياسية إسرائيلية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب رسميا من رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت الإفراج عن قيادي حركة فتح مروان البرغوثي من السجون الإسرائيلية.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن يورام توربوفيتش وشالوم ترجمان وهما من المسؤولين المقربين لأولمرت زارا مقر الرئاسة الفلسطينية (المقاطعة) في رام الله سراً يوم الأحد والتقيا عباس.
وأضافت أن أولمرت اتصل هاتفياً بعباس خلال اللقاء وأن الأخير طلب منه الإفراج عن البرغوثي وأن يتم ذلك خارج إطار صفقة تبادل الأسرى المزمع عقدها لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط.
وقالت الصحيفة إن أولمرت أوضح للرئيس الفلسطيني أنه لا يمكن دراسة هذا الموضوع إلا بعد الإفراج عن الجندي شليط الذي تحتجزه فصائل فلسطينية مسلحة في قطاع غزة.
ومن جانب آخر ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أعتقل فجر أمس الثلاثاء أربعة فلسطينيين في مدينتي رام الله والخليل بالضفة الغربية لأنهم من (المطلوبين).
وفي سياق آخر أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت للمرة الأولى بامتلاك إسرائيل السلاح النووي، وذلك عندما أورد اسم إسرائيل في لائحة الدول التي تمتلك السلاح النووي خلال مقابلة يوم الاثنين مع التلفزيون الألماني، قبل أن تنفي متحدثة رسمية باسمه ذلك.
ورداً على سؤال للمحطة الألمانية (ان 24 سات1)، زعم أولمرت (نحن لم نهدد يوماً بتدمير أي بلد. أما أيران، فتهدد علناً وبوضوح بمحو إسرائيل من الخارطة.
أيمكن الحديث عن مستوى التهديد ذاته حين يطمح (الإيرانيون) إلى امتلاك أسلحة نووية، على غرار فرنسا والأميركيين والروس وإسرائيل؟).
وفي وقت سابق، أعرب أولمرت عن سخطه لمقارنة المشاريع النووية لإيران مع المشاريع النووية لدول أخرى مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا.
وزعم (أنها الدول المتمدنة هنا التي لا تهدد أسس العالم والتي لا تهدد دول أخرى باستعمال السلاح النووي لتدميرها) في إشارة إلى تهديدات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ب(محو) إسرائيل من الخارطة.
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس في برلين التي بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارة لها الاثنين، نفت المتحدثة باسم رئيس الوزراء ميري إيسين أن يكون رئيس الوزراء أقر بذلك بأن إسرائيل تمتلك السلاح النووي.
وقالت المتحدثة أن (إسرائيل لن تكون أول دولة تدخل السلاح النووي إلى المنطقة)، في استعادة لصيغة تستخدم منذ عقود في إطار (سياسة الغموض) التي تنتهجها إسرائيل في ما يتعلق بالملف النووي العسكري الإسرائيلي. وأضافت إن (موقف إسرائيل لم يتغير حول هذه النقطة).
وكان روبرت غيتس الذي سيخلف دونالد رامسفلد على رأس وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ذكر الأسبوع الماضي أن إسرائيل هي من بين الدول النووية في المنطقة.
وقال غيتس الثلاثاء الفائت أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن إيران (محاطة بقوى نووية، فهناك باكستان شرقاً وروسيا شمالاً وإسرائيل غرباً). وأثارت أقوال أولمرت جدلاً كبيراً في إسرائيل.
وقد دعا النائب عن حزب الليكود (معارضة يمينية) يوفال شتينتز إلى استقالة رئيس الوزراء بعد هذه (الهفوة غير المسؤولة التي تزعزع سياسة معتمدة منذ حوالي نصف قرن).
ومن ناحيته، قال النائب عن اليمين المتشدد إرييه الداد أنه إذا كانت هذه التصريحات تعكس تغييراً سياسياً (فيتوجب على إسرائيل أن تبلغ العالم الحر بأنه إذا لم يقرر منع إسرائيل من مواصلة برنامجها النووي فإن إسرائيل سوف تتكفل بذلك ومهما كان الثمن).
أما النائب يوسي بيلين (معارضة يسارية) فقد ندد (بالأقوال المذهلة لأيهود أولمرت التي لا تفعل إلا تعزيز الشكوك حول قدراته على البقاء كرئيس للوزراء).
وكان نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريز أكد الخميس مجدداً أن إسرائيل ليست ملزمة تأكيد أو نفي امتلاكها سلاحاً نووياً.