| |
أين مجمع الكتب والمكتبات؟ محمد أبو حمرا
|
|
لدينا أسواق متخصصة في أنحاء المدن، فهذا سوق للأدوات الكهربائية، وهذا للإلكترونيات وذاك للحاسبات الآلية وللسيارات والدراجات... إلخ، غير أن من يريد أن يشتري كتاباً مستعملاً أو نادراً فلابد له أن يلف حول أحياء الرياض ويتعب لكي يجد الكتاب المستعمل أو النادر في شارع السويدي أو الروضة أو شارع الريس أو طريق خريص أو الدائري الشرقي، وهنا يضيع وقته وجهده وتقل حماسته للبحث، بمعنى أن الرياض مثلاً (عمّرها الله) كبيرة ومتسعة ومتباعدة الطرق، ومكتبات الكتاب المستعمل تنتشر متشتتة الأماكن، فتأتي للبحث عنه هنا فيذكر لك هناك، فتمر بالزحام ويضيع الوقت، وربما ذهبت لذلك المكان فلا تجد ما تريد، المهم أن تشتت أمكنة الكتاب المستعمل يخلق نوعاً من الجفاء للقارئ الذي يريد اليسر والسهولة في التعامل مع الفكر. وبما أن هناك أماكن مخصصة لكل شيء ومستقلة ومعروفة، فمن يريد سيارة مثلا فليذهب لمعارض السيارات المعروفة، ومن يريد حاسبا آلياً فله مكان مخصص، المهم جمع الأشياء في مكان واحد، لكن على عكسها الكتاب المستعمل بالذات. وهنا أضع وجهة نظري بحكم أني من أوائل من افتتح مكاناً للكتاب المستعمل قرب مسجد العيد بشارع الوزير عام 1392هـ تقريباً، وتركته لبعثتي، وأعرف شغف الناس بالكتاب المستعمل وأعرف قيمة النادر منه والجيد، وأعرف أن في بلدان عربية أماكن خاصة للكتب المستعملة، وهي أماكن يلتقي فيها الأدباء والمفكرون وأصحاب القلم، ويجدون ما يبحثون عنه بسهولة، ثم هي تكون لزائر مدينة الرياض أو جدة أو غيرها مكاناً معروفاً، كأن تقول نلتقي في سوق الكتاب المستعمل، ثم إن هناك من يريد أن يبيع نوادر فيدور بها في شوارع المدينة التي يسكنها، لكن لو كان هناك مكان لذهب إليه رأساً ووجد المهتمين بشرائها، ثم أن بلادنا أصبحت منارة فكرية، وأصبح الباحثون عن المخطوطات والنوادر يأتون لها، فليت المسؤولين عن الثقافة يجعلون مكاناً معيناً خاصاً بالكتاب المستعمل (لا أعني المكتبات ودور النشر الكبيرة، لكن المستعمل بالذات) ويكون المكان به ما يحتاجه القاصد له من كتب نوادر كالأقلام القديمة وغيرها، فهو سيوفر الوقت والجهد وكذا يخدم الطلاب الذين تحفى أقدامهم بحثاً عن المقررات في كل الشوارع، ولعل معالي وزير الثقافة والإعلام يبدي جهداً (وهو أهل له) لكي يتبنى موضوع حصر الكتاب المستعمل في مكان واحد، كأن يكون ترخيصه في المجمع الفلاني أو الشارع الفلاني فقط، فهو بهذا يقدم خدمة فكرية للبائع والمشتري على حد سواء.. ليت ذلك يكون...
فاكس: 2372911
|
|
|
| |
|