المعرفة قبل كل شيء، فمن دون المعرفة لا قيمة لكل ما يصدر منا من سلوك أو ما نتبناه من مفاهيم، حتى في موضوع العقيدة فمن دون المعرفة الصحيحة لما نعتقد به تسير الأمور في منحى لا يتوافق مع ما نظن أننا نتبناه ونؤمن به، ولعلي أرجع سبب كل الضلال الحاصل اليوم في عالمنا إلى غياب المعرفة أو العلم بأصل الأمور وضوابطها، فالذين ينادون بالديمقراطية دون علم بها يضلون ولا ينفعون، والذين يطالبون بالإصلاح دون معرفة بما يجب إصلاحه وبالمرجعية الصحيحة التي ينطلق منها الإصلاح هم في واقع الحال يفسدون ولا يصلحون، والذين يطالبون بحقوق معينة دون معرفة أصلها ومرجعيتها هم في حقيقة الأمر يتنفسون الجدل الذي لا فائدة منه، وعلى هذا تنطلق كل المحدثات، فمن دون المعرفة بأصول الأشياء ومرجعياتها ستسير الأمور بنفس العبثية التي يسير عليها معظم ما يسبب لهذا العالم الصداع والكثير من المنازعات والاختلافات التي لا تخدم مصلحة أحد. وإذا اتفقنا على أن المعرفة بأصول الأشياء هي الأساس فلا بد أن نلجأ دائماً لأصل المعرفة ومرجعها الحقيقي كتاب الله وسنَّة نبيه، ونتعلّم منهما ما يعيننا على فهم ما نريد اعتقاده أو تنبيه من مفاهيم وسلوك.. والله المستعان.
|