| |
في الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان محاربة الفقر قضية التزام لا إحسان
|
|
يحتفل العالم اليوم العاشر من ديسمبر بالذكرى الثامنة والخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهو أمر يتم الاحتفال به من كل عام في ذات هذا اليوم ولقد اختارت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن تكون هذه الذكرى تحت شعار (محاربة الفقر قضية التزام لا إحسان) وبهذه المناسبة تشيد المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر بالدور الهام الذي تلعبه المفوضية السامية لحقوق الإنسان من أجل حماية وتحسين أوضاع حقوق الإنسان في العالم التي للأسف ما زالت في تدهور رغم التحسينات الحاصلة مؤخراً على نظام الأمم لمتحدة لحقوق الإنسان. والمنظمة العربية منذ سنوات طويلة تعاني من أزمات وحروب استدمارية أثرت بشكل كبير على السكان المدنيين خاصة على مستوى الحياة المعيشية وإذ نؤيد ونثمن اختيار المفوضية السامية لحقوق الإنسان لهذا الشعار، نلفت انتباهها إلى الأوضاع الإنسانية المزرية وإلى الفقر المدقع الذي تعيشه شعوب الأراضي العربية المحتلة والشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل خاص من جراء الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة على أرواحه وأملاكه وثرواته بالإضافة إلى الحصار المفروض عليه من قبل المجتمع الدولي بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث يعتبر هذا الحصار الاقتصادي انتهاكاً صارخاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948م وكافة الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان أو القانون الدولي الإنساني. واعتماداً على مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها وحق الشعوب في السيادة على ثرواتها واستناداً إلى العديد من الحقوق الأساسية التي يتضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات التي جاءت من بعده مثل الحق في الحياة والحق في مستوى معيشي ملائم والحق في الغذاء والحق في الصحة والحق في السكن اللائق والحق في بيئة سليمة والحق في التنمية، فإننا نناشد المفوضية السامية لحقوق الإنسان التدخل لوضع حد لهذه المآسي الإنسانية في الأراضي العربية المحتلة، كما نأمل أن يتضمن تقرير المقرر الخاص بالفقر المدقع الذي سيرفع إلى مجلس حقوق الإنسان جانباً عن هذه المعاناة، ونأمل أيضاً أن يسلط الضوء في هذه الذكرى الثامنة والخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان على الثمانية وخمسين سنة من ضياع هذه الحقوق للشعب الفلسطيني.إن اختيار شعار هذه الذكرى (محاربة الفقر قضية التزام لا إحسان) لدليل واضح على رغبة منظمة الأمم المتحدة في المساهمة لإزالة ظاهرة الفقر والاستغلال الاقتصادي من كل أرجاء المعمورة، نعتقد أن هذا سوف يتأتى بشكل أفضل مع قيام شراكة متينة مع الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وإن الجمعيات الوطنية العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر من منطلق قناعتها بأن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية هي ليست فقط حقوقاً أساسية وإنما احتياج إنساني أساسي، لعازمة على تقديم كل الدعم للمفوضية السامية لحقوق الإنسان من أجل جعل هذا الشعار حقيقة ملموسة في العالم عامة والمنطقة العربية خاصة.
|
|
|
| |
|