| |
فراغ بشري ماجد بن عبدالله بن سعود الفهد
|
|
كنت أسير في سيارتي الصغيرة وقد اكتنزني الفراغ، سبقتني سيارة الأمن، وقد كان في السيارة أحد المجرمين، انطلقت وراءهم أتحسس الأمر بدافع الفضول، وقد هاجمتني أسئلة كثيرة: من يكون هذا الشخص، وما قضيته، وهل سيخرج فوراً بكفالة أم لا، أم أنه سيزج به في السجن إلى أمد بعيد؟ولم أكد أكمل التفكير في الأسئلة حتى مرت سيارة الإسعاف بصوتها المزعج شاقة الطريق من سرعتها. لحقت بها؛ لعلي أطفئ ظمأ فراغي.وقفت سيارة الإسعاف عند أحد البيوت الشعبية التي تكاد تسجد من قدمها، وقد حملت معها رجلاً قد تجاوز الستين من عمره.انطلقت سيارة الإسعاف إلى المستشفى، وبالطبع لحقت بها، وبعد مضي دقائق معدودة وصلنا إلى المستشفى، نزلت قبل أن ينزلوا المريض وتسمّرت عيناي لمشاهدة المريض، أنزلوا المريض وشاهدته، صرخت بأعلى صوتي: إنه أنا - أنا المريض - الذي كان موجوداً في سيارة الإسعاف، هربت من السرير وظل المسعفون يلاحقونني كي يمسكوا بي، وأنا ألتفت إليهم: ما هذه الجموع الغفيرة التي تلاحقني، هل لديهم فراغ مثلي؟
|
|
|
| |
|