| |
من أجلي أبقي صامدة
|
|
يا أمي.... ها أنا قادمة أحمل تباشير الفرح لتضيء قناديلك وترسم السرور في آفاقك اني عائدة إليك مهما طال الزمن فأنتِ الحضن الدافئ الذي ينسيني كل حرقة وأنتِ الأمن والأمان وأنتِ النور والسراج وأنتِ الوطن الوارف الظلال أنتِ الحب والقلب النابض أنتِ كل المرفأ الذي تنطلق إليه مراكبي. يا ماما... يا حبي الكبير أحزن حينما تغيب ابتسامتك وتعانق الدموع خدك لتحفر أخاديدها على وجهك الجميل، فمهما أبعدتني الظروف فأنتِ معي ابتسامتك هي التي تمدني بالحياة والتي تعيدني لأجمل الأشياء. آه ما أصعب البعد عنك ولكن ليس لنا سوى الصبر. حبيبتي ماما يا وردة في عمري تزهر ويا حديقة في داخلي تخضر ويا أملا في واقعي يشرق ويا نوراً في ظلام ليلي يشع ويا قمراً يضيء كل عتمة أنتِ مطر وغيم أنتِ بحر من العطاء أنتِ سر البهجة.. وعناوين الوفاء أمي الحبيبة... كم اشتقت إليك وإلى حضنك الدافئ وإلى احتوائك لي، غيابك يؤلمني - ورغم كل ذلك فأنتِ معي تشاركيني كل شيء حتى ألعابي رائحتك في كل ملابسي شذى عبيرك يفوح في كل الأرجاء. فَلِمَ يا ماما هذا البكاء؟ أعرف أن الظروف هي التي باعدت بيننا ولكني لن أسمح لأي شيء أن يفقدني إياك ويشاطرني حبك. أمي تماسكي حتى لا أفقد اتزاني ولا تضعفي مطلقا فأنا معك كل الثواني بل كل العمر ولا تدعي الشمس تغيب من يومك ولا يموت الأمل في داخلك ولا تحاصرك دياجير الحزن ولا تستسلمي مطلقاً لأي شعوراً مضنٍ يخامرك. دنيتي... دعيني أهمس في أذنك حين تذبلين أذبل وحين تتداعين أتداعى وحين تتعبين أتعب وحين تنكسرين أنكسر وحين تموتين ألماً أموت ألماً وهماً وحين تندثرين أندثر، فخطواتي لا يضينها سوى نورك وواحاتي لا تعشق سوى ابتسامتك وحدائقي لا تخضر إلا بك ونهاري لا يشرق إلا بقربك ومشاعري وأحاسيسي لا تتوهج إلا لكِ فمن أجلي أبقي صامدة.. قوية كما عهدتك فأنا معك لحظة بلحظة وساعة بساعة فلا تحرميني يا أمي من ابتسامتك الحانية ومن فيض حبك الذي يغرقني دائماً لا أريدك إلا فرحة في غاية الإشراق
ابنتك المحبة :عازف شجن
azef1@hotmail.com |
|
|
| |
|