| |
مدار الشمس الكتابة فوق السحاب؟! رشيد محمد الفريدي
|
|
سبحان مَنْ علم الإنسان ما لم يعلم... أكتب لكم هذه المشاعر وأنا أعيش شعوراً يصعب وصفه.. أكتب فوق السحاب.. ولست وحدي؟! بل يرافقني أكثر من (250) نفساً من البشر مختلفي الأجناس واللغات والأديان؟! نقبع في أنبوبة أسطوانية يفصلنا عن الأرض (32000) قدم وتسير مركبتنا بسرعة (650) كيلو متراً بالساعة؟! في ظروف جوية قاسية درجة حرارة الحو من حولنا (17) تحت الصفر. كانت رحلتنا من عروس البحر إلى عاصمة الثقافة وكان الوقت فرصة لا تعوض ومنظراً يعجز أمهر الرسّامين رسمه ويفوق قدرة أشهر الشعراء والكتّاب والفلاسفة.. مساحات من الجبال البيضاء تسبي العقول بمناظرها وتشكّلها تشبه جبال كوكبنا الأرضي.. ولكن عندما تخترقها الطائرة فإذا هي (دخان) سبحان الله العظيم... ونحن في هذه الظروف نعيش حياة من الرفاهية وكأننا بفندق وجبات ساخنة ومشروبات مختلفة مما لذ وطاب.. وسائل ترفيه... وصحف ومجلات وبرامج مسموعة ومرئية؟ سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين. حلم لا يصدق؟! مَنْ كان يصدق طيران الحديد.. وقرب البعيد لو عدنا بالذاكرة للماضي القريب ونظرنا إلى الفرق الشاسع بين الأمس واليوم ولكي أكون أكثر واقعية ها هو أحد شعراء الجزيرة العربية يتمنى وسيلة نقله النادرة في عصره.. من سفن الصحراء؟!!! من منّا لا يحفظ أمنية (ابن ريفه) القرقاح عندما قال: يا الله أنا طالبك حمراً هوى بالي وان روّح الجيش طفاح جنايبها لا برّك الجيش جاديه أشهب اللالي لا هي توصل وسبعٍ صدر راكبها لقد كانت هذه الوسيلة في عصره أمنية نادرة ومواصفات لراحلة مميزة يقطع بها المسافات الطويلة بظروف في منتهى القسوة.. محفوفة بالمخاطر.. والمفاجآت وتخيلوا معاناة المسافرين في ذلك الزمان.. إن أحفاد أولئك الأنقياء الذين عانوا شظف الحياة.. والفقر والجوع والجهل والخوف.. ها هم الآن يقودون أحدث الطائرات المدنية والحربية وأضخم السفن وكلها تحمل راية التوحيد وشعار العدل والكرم... أدام الله عز هذا الوطن... ورحم موحد أطرافه وباني مجده الإمام الموحد عبدالعزيز طيب الله ثراه... وحفظ قائدنا ملك الإنسانية وصقر العروبة وولي عهده الأمين من كل سوء وحفظ علينا أمننا ورخائنا... ودمتم بخير RMF-999@hotmil.com
|
|
|
| |
|