شيء غير معقول! وما الذي حدث؟
ناصر عبد الله البيشي

أنا لا أصدق أن الذي يلعب أمامي هم صغار الليث الأبيض بدرجتيه الشباب والناشئين. هذا النادي الذي في أحد الأعوام زوَّد منتخب الشباب بعدد 8 لاعبين، وكذلك عدد 7 لاعبين لمنتخب الناشئين المجموع 15 لاعباً من نادي الشباب، بدون شك هذا واجب وطني وشرف كبير لكل الشبابيين أن يكون هذا العدد من اللاعبين من ناديهم يرتدون شعار الوطن ويمثلونه في المحافل الرياضية الدولية. ومن باب الإنصاف لا ننكر أن الإدارة لديها اهتمام خاص بالقاعدة إيماناً منها أنهم هم الرافد للفريق الأول.. ولكن أستطيع القول إنه غد مخيف إذا لم تسارع الإدارة الشبابية في وضع الحلول الجذرية لدرجة الشباب والناشئين عطفاً على نتائجهما المتواضعة. أقول إنه شيء محزن ومخجل في نفس الوقت لمحبي النادي. تصور أحد عشر هدفاً في مباراتين.. يا ساتر ما هذا.. حقاً إنه غد مخيف وبشدة إذا استمر هذا الوضع المنحدر.
وجهة نظر للإدارة الشبابية
أعرف أن هناك إدارة حكيمة تعمل بدراية وحسن تصرف بعيداً عن التسرع أو أي تأثير آخر. إذاً أمل الشبابيين بعد الله عزَّ وجلَّ كبير وكبير جداً في قائد السفينة الشبابية الأمير خالد بن سعد (أبو عبد الله) وأعضاء إدارته المحترمين في سد النقص الذي يعاني منه الفريق الأول في بعض مراكزه للقضاء على الأخطاء التي كثيراً ما يقع فيها الفريق وبالذات الفنية منها هذه الأخطاء التي لا يمكن تجاهلها بأي شكل من الأشكال ولا يمكن نسيانها بسهولة رغم أننا نعرف أن الخطأ وارد في كل شيء، والرياضة فيها فائز وخاسر وبروح رياضية لا بد أن نبارك للفريق الفائز مهما كان وخصوصاً إذا كان فوزه بجدارة.
(أبو عبد الله) نحن أبناء الليث الأبيض لا نريد لليث أن يخسر تعاطف الكثير من المتابعين والجمهور الرياضي على مختلف ميولهم، هذا الجمهور الذي كان يرى في فريق الشباب فريقاً مميزاً بنجومه ونتائجه وأسلوب لعبه. صحيح الرياضة فوز وخسارة.. ولكن المنطق يقول لا بد من معرفة أسباب هذه الخسارة وإيجاد العلاج لها قبل أن يستفحل الداء فيصعب علاجه وحينها تكون الطيور طارت بأرزاقها.
ونحن (يا أبو عبد الله) نريد أن يكون لليث رقم ثان في كل البطولات إن شاء الله وهذا حق مشروع لنا. إذاً في نظري الشخص وربما يشاركني فيه الشبابيون. أقول إن الفريق الأول في حاجة إلى ترميم الخطوط الخلفية كذلك إيجاد مهاجم صريح يعرف طريق الباب مع الموجودين الذين فيهم الخير والبركة.. لا نريد أن يفقد الليث بريقه وإنجازاته التي حصل عليها وآخرها بطولة كأس الدوري للعام المنصرم.
رجال في ذاكرة التاريخ الرياضي
إنه أحد رواد الحركة الرياضية في السعودية وأحد الرجال الذين عاصروا الحركة التأسيسية لنادي الشباب أو الليث الأبيض كما يحلو لمحبيه أن يطلقوا عليه.. إنه ابن النادي محمد جمعة الحربي أو كما يدعوه الكثير بأبو حامد.. هذا الرجل الذي أخرج لنا إلى حيز الوجود ومعه رفاق دربه الذين لا تحضرني أسماؤهم.. أخرجوا لنا هذا النادي الذي نحن الآن نعيش أفراحه ونفخر بإنجازاته.
نعم لقد قدّموا الشيء الكثير والكثير في ذلك الزمن القاسي جداً هؤلاء الرجال الذين مهما قلنا فيهم من عبارات الثناء والعرفان لن نفيهم حقهم. (أبو حامد) أو لنقل تاريخ شيخ الأندية أبو حامد.. إن جاز التعبير هذا الرجل مثَّّل النادي لاعباً ثم إدارياً ثم رئيساً.. ويعتبر أول لاعب شبابي يحمل شارة الكابتنية لنادي الشباب وكان ذلك عام 1380ه هذا العام الذي حقق فيه النادي بطولة المنطقة الوسطى لأول مرة في تاريخه هذا ما يرويه لنا تاريخ أبو حامد الرياضي، حيث يقول إنهم لعبوا أمام الهلال على نهائي كأس الوسطى عام 1380ه وكان هناك تحد وتنافس أخوي بين الفريقين الشباب والهلال الذي أحضر بعض اللاعبين السودانيين أمثال السر سالم ويوسف دينمو واستطاع الشباب الفوز ب3-0 وقد كان تنافساً شريفاً أخوياً.
أيها الشبابيون المنصفون هذا هو أبو حامد أحد الرجال الذين أخرجوا لنا هذا النادي الحاحز الوجود بعد التوفيق من الله عزَّ وجلَّ ثم تضافر جهودهم وحبهم لناديهم.
وعندما نذكر هؤلاء الرجال إنما هو من باب الإنصاف والعرفان لمن يستحقه من الرجال الذين خدموا الرياضة السعودية وأنديتهم بصفة خاصة وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن نحجب الدور الكبير والكبير جداً والعطاء اللا محدود والمواقف المميزة التي يقدمها لنادي الشباب ابنه البار صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز كثَّر الله خيره وكذلك ربان السفينة الشبابية الأمير خالد بن سعد.. من الأعماق نقدِّم له الشكر على متابعته سير حركة النادي والتوجيهات السديدة بالتوفيق، والله من وراء القصد.