إن القلب المبتهج أقوى على قتل ميكروبات الغل في نفوسنا..
إنه أكثر الأشياء فعالية لتطهير أيادي عطاءاتنا البيضاء، وإظهار معنى الجمال في لوحات الصباح والمساء.. وإن الشخص السعيد هو الذي يعمل من أجل التعساء، فينعكس عليه شعور طيب الإيفاء.. ومعك نفعل مفاتيح الابتهاج.. وتأبى أيها الحزن إلا أن نقيم في جنان الغفلة.. آه أيها المتمرد.. كم تضيق الدنيا بنا عندما نفرش بساط حضورك الأسود ونحن نستحم بشيء من المزح، نستطعم أفانين فرح تباغتنا في صميم غفلة.. وتلف أذرعتنا لنصاحبك في ظلمة قبر الأحياء.. تطفىء وهج النور في عيوننا المشعة بأسارير الوفاء والمحبة ولقاء الأنفس المكدودة بالجد.. والبحث والانتظار.. وقوفاً أمام عتبات الخوف من الحياة في أحلك زياراتك البغيضة.. تأبى إلا أن تنام معنا على مخدة السكون المكنوزة بجمر الاحتراق وصخب الظنون.. يا ترى.. هل أصبح الحزن صديقاً وفيّ الحضور؟ يشاركنا أفراحنا يراقصنا السرور؟
هل يعلمنا حضور القوي الإدمان، فنصحو أمام وهج الخوف وأحلامنا ترقص على جبل الحذر؟! الحذر.. آه الحذر.. نحذر الضحك.. نحذر الحب.. نحذر فعل الأشياء الجميلة، نحذر حتى نوايانا الطيبة!
لا أعلم.. أهي كبدية الخلق تنعكس في مرآتك القزمزية؟
أم لحظة فحص دقيق لمشاعرنا المرهفة الإحساس تحت وطأة اختيار؟! لا نعلم..
فقط نسافر مع السنين عبر عجلات الأيام، وبين جوانحنا يقين.
إننا في كل مرة سنعود ننفض عن قدراتنا رماد حزنها بمشيئة الله قبل أن يعشوشب الحزن فيزهر يأساً.
ويبقى الأجمل.. هو السرور بعد الألم في رحلة الحياة..
من جميل النظم: