| |
حوار الحداثة إسماعيل محمد محمدين /الرياض
|
|
إذا كانت مشروعات الاحياء الثقافي قد أقامت بنيانها على قاعدة (استلهام) نموذج للنهضة تمتد جذوره للحقبة الإسلامية الأولى، فلا ضير - والحال هذه - أن نمتد عزماً في استلهام مشروعات الاحياء (المدني) التي أسستها الخبرة العربية والإسلامية ونقل عنها الكثير للغرب المتأزم آنذاك. لا ضير - مرة أخرى - أن تنشأ المقالة الحداثية في ثقافتنا في امتداد لتأثيرات وافدة.. بيد أن التقليد الرث والتبعي للآخر يسيء لثقافتنا، ويغرمها بباهظ الغرامات ويُحسب - سلباً - في مظان العلاقة بالمنظومة الفكرية الغربية فيدفع لتغريد خارج سرب الحداثة والثقافة عموماً. ولا خلاف أن الفارق عظيم بين الحداثة والتقليد الرث للغرب (الغرنبة)، إذ الحداثة إبداع واقتحام يجدف (ببطولة) ضد التيار كي يؤسس للنفس مكاناً.. في حين يعنى التغربن التسول الثقافي وتحول المعرفة من إنتاج إلى ترداد! إنه القفى الموضوعي للماضي! ما أكثر الحداثيين العرب الذين حولوا نصوصهم إلى ساحة مفتوحة لسوق الاستشهادات والنقول.. بئس الحداثة إذن تلك! إنها أصولية ثقافية جديدة. من نافلة القول إن من يبحث عن ثقافية حداثية محلية (صافية).. ناجمة عن تطور ذاتي.. فلن يجدها إلا في مراكز الحداثة نفسها.. وهذه لا شك.. دعوة لإسقاط المساهمة.! وإذا كان غنياً عن القول إن التطور والتحول والصيرورة متنزلة في التاريخ منزلة القانون، وأنّ ما هو قديم اليوم كان جديدا بالأمس حين انبثق.. فإن تيارات الأصالة تحمل قدرة على التخفف من أعباء التراكم والتقدم والانفتاح.. ولست أدري: هل لهذا تقدموا وتأخرنا؟!
|
|
|
| |
|