| |
نشر الغسيل ومواقف أخرى محمد إبراهيم فايع / خميس مشيط
|
|
عندما أذكر لكم بعض المواقف الطريفة التي تكون في التعليم ونمرُّ بها فأنا أذكرها ليس من باب التسلية فقط ولكن لكي نفكر في كثير من واقعنا، وكذلك من منطلق نقده بشيء من الطرافة والعفوية.. فأي ميدان وظيفي يخلو من المواقف التي نظل نذكرها طويلاً؟. من المواقف الطريفة العديدة اختار لكم منها: 1- أحد المعلمين كان يدرس الرياضيات لطلابه في أحد الفصول الأولية بعنوان (نشر الأعداد)، ومن أجل ان يقرب لتلاميذه مفاهيم الدرس لم تذهب فطنة صاحبنا بعيدا، فدار في الصف وجال ببصره ثم صاح: اسمعوا يا أولاد. درسنا اليوم بعنوان (نشر الأعداد).. صح أم لا. قالوا: صح. قال المعلم: طيب (زين) من منكم رأى أمه وهي تنشر الملابس على حبل الغسيل، رد التلاميذ بصوت واحد أنا أنا أنا.. عندها قال المعلم: (حلو) اليوم سنقوم بنشر الأعداد مثل أم أي واحد فيكم وهي تقوم بنشر ملابس الغسيل. عندها نظرت الى حركة يديه وهو يكرر: مثل نشر أمك للغسيل. ولم أستطع إخفاء ابتسامتي وقلت في نفسي (مثّل من بيئة التلاميذ ولِمَ لا..؟!! جيد). 2- كنّا في زيارة صفية مع مجموعة معلمين عند أحد المعلمين ليقدم لنا درساً تطبيقياً، وفي بداية الدرس أحضر المعلم وسيلة تعليمية لاستخدامها في الدرس، وكان يحاول البحث عن مكان ليعلقها عليه، وعندما لم يجد إلا باب الفصل المفتوح لضيق الصف ثبتها عليه، وبعد أن أخذ في شرح الدرس وهو في ساعة الاندماج نسي أنه قفل الباب، وعندما اراد الاستعانة بالوسيلة بحث عنها وفات عليه أين وضعها؛ نظرا للموقف الذي هو فيه!.. عندها نبهه أحد المعلمين الحاضرين ان الوسيلة أصبحت خارج الصف، وعندما فتح الباب لعرضها كان مدير المدرسة قد مرّ من أمام الصف وقام بسحبها ظناً أنها وضعت بالخطأ ولا يريدها تبقى وفي مدرسته ضيوف، ولم يكن يعلم أن المعلم سيستخدمها من موقعها ذاك، فعاد المعلم ليعتذر لأن الوسيلة قد طارت، فضحكنا للموقف وقلنا لا عليك. أكمل. 3- بينما كنت أقرأ في (تحضير) أحد المعلمين أردت الاطلاع على إعداده الدرس الذي حضرته عنده فوجدته قد وضع تحت تاريخ يوم الزيارة (سبق تحضيره بتاريخ كذا)، فعدت للتاريخ المذكور فوجدته قد كتب سبق تحضيره بتاريخ كذا، عدت للتاريخ وإذا به يشير إلى أنه حضره بتاريخ كذا، حتى وصلت أول التحضير ولم أجد شيئاً، عندها جلست مع المعلم وقلت أين تحضير درس اليوم؟ فأخذ يقلب تحضيره على نحو ما سرت ولم نعثر على شيء، عندها قلت: أين تحضيرك للدرس؟ قال أظن أنني حضّرته في ورقة ونسيتها في البيت. قلت: وهل تظنني مصدقك؟! قال إلاّ استرني ترى مدير المدرسة ما درى!. قلت الستر مشروط بتوبة. عسى الله يتوب على الجميع. المضحك في الأمر أن مدير المدرسة امتدح تحضير المعلم؛ لأنه حسن الخط ولم يدر بما وراء (سبق تحضيره). 4- بعد أن انتهت حصة المعلم ومعها انتهت زيارتي الصفية له وكنت قد قرأت تحضيره للدرس قمت ولملمت أوراقي وحملت أقلامي وطلبت منه أن يحمل حقيبته ويستعجل أكثر ثم سألته لا أدري اذا كان الوقت سيسعفنا أم لا فارتسمت عشرات علامات الدهشة على وجهه، وارتمت على شفته عشرات الأسئلة، وبدا محتاراً ثم سأل: ما الخبر إلى أين يا أستاذ؟ قلت إلى جدة. ضحك ثم قال: ماذا؟ جدة، هل تمزح يا أستاذ؟ قلت لا.. ثم سأل: هل أفطرت جيداً؟ قلت ليس كذلك ولكن سنجد عندك ما يطفئ جوعنا. قال لماذا جدة؟ قلت: أنت كتبت في تحضيرك (وبعد انتهاء الدرس سنقوم بزيارة مركز الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بصحبة الطلاب للتعرف عليه)، ونحن هنا في الخميس. قال: أين هي؟ قلت: انظر تحضيرك، وعندما رآها ضحك حتى استلقى على ظهره، ثم قال: والله ما رأيتها. تريد الصدق أنا سحبت التحضير من الإنترنت ووضعته في سجل التحضير!!.
faya11@hotmail.com |
|
|
| |
|