| |
حول مزاين الإبل هذه ألوانها ومواطنها
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، تابعت كغيري من قراء جريدة الجزيرة ما نشر على إحدى صفحاتها يوم السبت 4-11- 1427هـ عن مزاين الإبل في أم رقيبة، وأقول لقد عودتنا الجزيرة على مثل هذه المتابعة المستمرة للمناسبات الوطنية ونقلها لنا بكل وضوح. وإنني إذ أشكر بعثة الجزيرة على جهودهم ونقلنا من خلال الخبر والصورة إلى قلب الحدث، أود أن أعقب على بعض المعلومات التي كتبت عن ألوان الإبل وأماكن وجودها وبعض القبائل المهتمة بها في النقاط التالية: 1- ورد في التغطية أن الإبل المجاهيم هي إبل الدواسر والقحاطين وآل مرة. أقول: الإبل المجاهيم هي إبل أهل جنوب الجزيرة العربية، وادي الدواسر، الربع الخالي، وتوجد لدى قبائل الجنوب أكثر من غيرهم كالدواسر، والقحاطين، وآل مرة، والمناصير، والمناهيل، وقبائل يام النجرانية وغيرها. 2- ورد في التغطية أن المغاتير إبل الشيابين من قبيلة عتيبة. أقول: لم تشتهر قبيلة الشيابين ولا قبائل عتيبة بالمغاتير بل إنها من القبائل التي توجد لديها جميع ألوان الإبل من دون أن تتميز بلون عن الآخر، كغيرها من قبائل وسط نجد مثل حرب، ومطير، وبني رشيد، أما القبيلة التي اشتهرت بتربية الإبل المغاتير أكثر من غيرها فهي قبيلة سبيع. 3- ورد في التغطية بأن الإبل الصفر هي إبل شمر وعنزة. أقول: إن هاتين القبيلتين هما من قبائل شمال الجزيرة العربية الذين اشتهروا بتربية الإبل المغاتير والشعل والصفر على حد سواء، أما القبيلة التي اشتهرت بتربية الإبل الصفر فهي قبيلة العجمان في شرق نجد. 4- ورد في التغطية أن الإبل الشعل هي إبل قبيلة الشرارات في منطقة الجوف وعرعر وأنها معروفة بسرعة الجري. أقول: إن القبيلة التي اشتهرت أكثر من غيرها بتربية الإبل الشعل هي قبيلة الظفير من قبائل وسط شمال الجزيرة العربية، أما الإبل التي عرفت بسرعة الجري فهي الهجن العربية الأصيلة والتي تستخدم للركوب والسباق وتوجد في جميع مناطق الجزيرة العربية. - هذا الكلام عن ألوان الإبل والقبائل التي اشتهرت بها هو على الغالب الأعم وليس معناه أن إثبات لون من الإبل لقبيلة أو لجهة معينة ينفيه عن القبائل والجهات الأخرى، كما أننا لو نظرنا إلى الإبل وأماكن وجودها نظرة علمية، آخذين بالاعتبار الأجواء المناخية للمكان، والتكوين الخلقي للإبل، لوجدنا أن جنوب الجزيرة العربية والذي يشتهر بحرارة الجو أكثر أيام السنة، هو موطن لتكاثر الإبل ذات الوبر القليل أو الخفيف وهي الإبل المجاهيم، وكذلك الحمر التي توجد في منطقة نجران. وعلى العكس من ذلك لو نظرنا إلى شمال الجزيرة العربية الذي يشتهر بالبرد القارس شتاءً لوجدناه موطناً للإبل ذات الوبر الكثيف وهي الشعل والصفر والمغاتير، وقد نسبت بعض ألوان الإبل إلى قبائل معينة والأصل في ذلك - بل والأولى - أن تنسب إلى أماكن وجودها لأنه لو مثلاً انتقلت إحدى قبائل الجنوب إلى أقصى الشمال فإن إبلهم ستكون أقل تحملاً للبرد من الإبل التي توجد أصلاً في المنطقة الشمالية. وللأمانة العلمية فإنه ورد في التغطية أن مصدر هذه المعلومات هو كتاب: (الإبل أسرار وعجائب) ومع ذلك فإنني أرى أن أخذ المعلومات من الواقع المشاهد أفضل من الرجوع إلى بعض المصادر التي تعوزها الدقة والنظرة الشاملة والمتعمقة في موضوع البحث. مرة أخرى أكرر إشادتي بتميز جريدتنا الجزيرة، وأتمنى لها التوفيق المستمر ومن نجاح إلى آخر بإذن الله.
محمد سعود البيضاني
|
|
|
| |
|