قد كنت قريباً منا فرحلت كسحاب تراءى أمام ناظري، ثم توارى ولم يبق منه سوى الوميض.. كطير آمن في عشه تتبعته أيدي القناصين.. كنهر جار متدفق جف منبعه، كبحر هادئ هاج بمن فيه.. اختلطت لدي الألوان وتبعثرت فلم أجد فيها سوى الرمادي فأخذت ألون به ما تبقى من حياتي، فجارت به الأيام فاسود. حذفته من أعلى الشرفة وقلق في خلدي: لن أسمح لك أن تبيت معي بعد الآن. أواه يا قلبي الجريح أين ستسافر هذه المرة، أي منفى سيحتضنك من جديد؟! ونفسي المكسورة من سيجبر كسرها أم هي أعاصير السنين.. بصمة الرحيل كانت موجعة تهاوى معها كل شيء جميل.
أمل عبد الله القضيبي /الرياض
|