مستعجل
الساحة العراقية اليوم..
عبد الرحمن بن سعد السماري

** وكما توقَّع كل الناس.. خبراء وغير خبراء.. سياسيون وغير سياسيين.
** وكما توقَّع كل العالم.. ساسته وشعوبه.. تفجَّرت الأوضاع داخل العراق.. وسواء نفت أطراف عراقية حدوث حرب أهلية.. أم لم تنف.. فإن قتل قرابة ما متوسطه مائة شخص بشكل يومي هذا غير المقابر الجماعية وجثث الأموات التي تكشف ما بين وقت وآخر بالعشرات.. وعليها آثار التعذيب..
** اليوم.. العراق يُسجِّل أعلى رقم موت في العالم بشكل يومي.. فاق حتى الدول التي تشهد حروباً أهلية..
** ما يحصل في العراق اليوم.. يبدو أنه شيء أشرس من الحرب الأهلية.. فالأشخاص يقتلون في كل مكان.. والبلد تحوَّل إلى فوضى.. وهل هناك أسوأ وأشرس من أن يتم الاستيلاء على موظفي وزارة.. ويُقادون بقوة السلاح إلى جهة مجهولة.. فيُقتل من يُقتل.. ويُضرب من يُضرب.. ويختفي من يختفي إلى اليوم لا يُدرى مصيره.. ثم يُعاد البعض.. لأنهم ليسوا محسوبين على هذا ولا ذاك؟
** وزارة تعتدي على وزارة.. وشرطة يدخلون في النزاعات.. ومشاكل لا حصر لها تقودها مليشيا حزبية وما خفي كان أعظم..
** أمريكا.. اعترفت أخيراً.. أنها تورطت.. وأن ما حصل.. لم يكن في حسبانها.. وأن تحذيرات الناصحين.. كانت صادقة.. وأن مَن قال لها إن الأمور هناك ستهدأ.. وإن الناس هناك سيرضخون.. وإن الديمقراطية ستأخذ مجراها بسلاسة وهدوء.. وإن الناس هناك كانوا في انتظار التعليمات الأمريكية.. تبيَّن أنه قول غير صحيح..
** أمريكا اليوم.. تحاول الخروج من النفق العراقي ولا تقدر.. وإن خرجت بهذه العجلة.. فسيقتل كل يوم المئات وربما الآلاف وليس مائة..
** العراق اليوم.. صار ساحة للمتعطشين للدماء.. وساحة لدول أخرى.. لتصفية حسابات معقدة وقديمة.. وساحة لكل من يريد ممارسة عمل غير مشروع أياً كان هذا العمل..
** العراق اليوم.. تحوَّل من دولة هادئة.. إلى دولة فوضى تهدّد كل الدول حولها وليس دول الجوار فقط..
** العراق اليوم.. صارت أسوأ من أفغانستان والصومال..
** واحة الديمقراطية الموعودة من قِبل أمريكا.. تبخَّرت تماماً.. وصار يُقتل في اليوم الواحد في العراق.. ما يُماثل عدد ما قتله صدام حسين طوال فترة حكمه.
** اليوم.. المواطن العراقي.. يعيش الرعب.. ليس في الشارع فقط.. ولا في العمل.. بل في بيته ووسط أولاده..
** العراق.. تحوّل إلى بلد خوف ورعب.. وكانت حسابات أمريكا كلها خاطئة..
** حسابات أخطأت في فيتنام.. وفي العراق.. وفي أفغانستان.. وفي الصومال ولم ينجح شيء من ذلك.. بل إن المشكلة أو المأساة أو المأزق العراقي.. تحوَّل إلى خلاف حاد.. ومشاكل ومشادات داخل أمريكا نفسها..
** يبدو أن كل الآمال والفرص قد تبخَّرت (إلا أن يشاء الله) في أن تهدأ الساحة العراقية.. وأن تسير في الاتجاه الصحيح..
** ومما زاد من تفاقم المشكلة أكثر وأكثر هو الحكم بإعدام صدام حسين وبعض معاونيه.. وكأن النار العراقية تحتاج إلى وقود سريع الاشتعال..
** كم مات من العراقيين بعد الاحتلال الأمريكي؟
** وكم مات من الأمريكيين أنفسهم؟
** والوضع في كل يوم.. يُسجِّل تراجعاً وسوءاً أكثر من ذي قبل..
** الناس.. تتحدث اليوم عن إعادة تأهيل بعض المحسوبين على النظام السابق.. في محاولة أخيرة لضبط الوضع ولو بشكل مؤقت.. يسهم في هروب الأمريكان هروباً تحت ذريعة.. أن الأمن استتب والأمور انتهت.. والأوضاع هدأت.. بينما هم سيتركونهم في مواجهة القوى الأخرى.. الفاعلة والقادرة.. عدداً وعدة وجيوشاً وأسلحة.. ومساعدات خارجية وتسليحاً عنيفاً.. سواء من داخلهم.. أو بمساعدة دولة الجوار الكبرى - إيران - العدو الأول والأخطر لكل دول المنطقة ولكن؟؟!!
** العالم كله.. لديه يقين.. أن العراق.. انتهى.. ولن يرى الهدوء.. ما عدا تصريحات بعض الساسة الأمريكيين والعراقيين.. التي لا ندري.. هل هي متفائلة أم للتغطية فقط..