رايس في زيارة لتل أبيب ورام الله لتعزيز الاتفاق على الهدنة
مصادر فلسطينية لـ(الجزيرة ): واشنطن تعد لعقد قمة بين عباس وأولمرت

* القدس - من رندة أحمد:
كشفت مصادر سياسية في إسرائيل أن وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، تنوي زيارة كلٍ من (تل أبيب ورام الله) من أجل مباركة خطواتهما لوقف إطلاق النار والتوصل إلى التهدئة.
وقالت المصادر السياسية في الدولة العبرية: على الرغم من أن جولة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، على عمان والذي ترافقه خصصت بالأساس للملف العراقي، ولا يتضمن برنامجها زيارة إسرائيل أو المناطق الفلسطينية، على الرغم من ذلك إلا أن التوصل إلى الهدنة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية رفع درجة الاهتمام بالموضوع الفلسطيني أيضاً، ففرض نفسه على أجندة جميع اللقاءات، وفتح الباب أمام احتمال تمديد وجود رايس في المنطقة وزيارة كل من تل أبيب ورام الله.
وترافق رايس الرئيس بوش في جولته إلى الشرق الأوسط ولقائه في العاصمة الأردنية عمان اليوم الأربعاء مع رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) بمشاركة العاهل الأردني (الملك عبدالله الثاني).
ووفقاً للمصادر الإسرائيلية: مع أن بوش خطط سلفاً للقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) في عمان، فإن مصادر إسرائيلية قالت: إن هناك محاولات جس نبض من الأمريكيين لعقد لقاء قمة ثلاثية مشتركة، بحضور (بوش وأبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي (إيهود أولمرت)، لكنّ الأردنيين يتحفظون إزاء ذلك خوفاً من أن يهبط الاهتمام بالموضوع العراقي، الذي يعقد المؤتمر الأردني من أجله، وكانت مصادر فلسطينية عليمة قد أكدت لـ(الجزيرة) أن الإدارة الأمريكية تسعى جاهدة إلى عقد قمة بين كلٍ من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت وذلك لتقريب وجهات النظر بينهما والعمل على إيجاد حلول مناسبة وتوفير مناخ جيد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67م.
وأشارت ذات المصادر إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس تستعد لزيارة أراضي السلطة الفلسطينية وإسرائيل لرعاية هذه القمة التي من المتوقع عقدها مطلع الشهر المقبل، وبهذا الخصوص تلفت (الجزيرة) إلى أن الرئاسة الفنلندية لرئاسة الاتحاد الأوروبي قالت: إن التهدئة التي أعلنت بين الفلسطينيين والإسرائيليين (صباح الأحد الماضي) في قطاع غزة أنعشت الآمال بالعودة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقال وزير خارجية فنلندا (اركي توميويا) في أعقاب محادثات مع نظيرته الإسرائيلية (تسيبي ليفني) في تامبيري جنوب فنلندا يوم أول أمس الاثنين: (إن هذا وقت مهم للغاية لبحث الوضع في الشرق الأوسط, والهدنة الأخيرة أنعشت الآمال بالعودة إلى عملية السلام).
ومن ناحيته, دعا الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا يوم الاثنين اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط إلى وضع آلية مراقبة لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مساء السبت بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال سولانا في تصريح صحافي: (نرغب بأن تكون اللجنة الرباعية أكثر نشاطاً وأن تراقب الوضع على الأرض)؛ معتبراً أن اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) التي من المفترض أن تعقد اجتماعاً لها قبل نهاية السنة تتحمل (مسؤولية أساسية في هذه المرحلة).
وأضاف سولانا أن بإمكان اللجنة الرباعية (إقامة آلية لمراقبة وقف إطلاق النار)، مضيفاً (سيكون إجراء لبناء الثقة لدى الطرفين).
قد كشفت مصادر فلسطينية لـ(الجزيرة) عن أن بريطانيا أبلغت الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي صباح الأحد الماضي بضرورة إرسال قوات دولية متعددة الجنسيات إلى الأراضي الفلسطينية وذلك للحفاظ على التهدئة التي توصل لها الجانبان والعمل على دفع عملية السلام إلى الأمام.
ويلتقي وزراء خارجية 25 دولة في الاتحاد الأوروبي ودول في حوض المتوسط (الجزائر ومصر و(إسرائيل) والأردن ولبنان والمغرب وسوريا وتونس والأراضي الفلسطينية) في إطار اجتماع يوروميد, (يومي الإثنين والثلاثاء) في تامبيري بفنلندا.
وخصص العشاء الذي أُقيم على شرفهم مساء الإثنين للوضع في الشرق الأوسط وبالتحديد للهدنة التي وقعت صباح الأحد في قطاع غزة الذي انسحب منه الجيش الإسرائيلي.