| |
استقبال المطر بمقطوعة أدبية
|
|
نشرت (الجزيرة) في عددها رقم 12471 أخبار الأمطار المباركة التي عمت مناطق المملكة في الأيام الماضية مع صور جميلة لبعض الوديان والشعاب التي استقبلت الأمطار بالترحاب.. نعم.. لقد استبشرت الأرض وهشت الأودية وسالت البطاح.. فما أروع هذا المشهد الموسمي الذي تنتفض فيه السحب وترخي سدولها على السماء، وما أجمل تلك الأجواء المعبأة بالغيوم.. فمرحى لنا بهذا القدوم ولم تزل قوافل السحب في السماء تقوم لتعيد تشكيل حضور جديد موسوم بزخات المطر.. نعم تأتي السحب المباركة تمتطي (صهوة الموسم) لتسافر في أعماق الأرض وتدلف إلى قلوبنا بدون جواز سفر فلنا مع المطر ألف حكاية وحكاية إنها لغة الأمطار المصحوبة بمفردات الهطول.. المحفوف بصهيل الرعد والمتشحة بوميض البرق. إنها لغة الأمطار المسكونة بمشاهد الدهشة والجمال.. تأتي لتسقي أيامنا المترعة بملامح الذبول.. بعد رحلة قيظ طويل معلنة للأرض انتهاء العطش. إنها لغة الأمطار التي تأتي لتغسل قلوبنا من (صدأ) الضغائن وتزيل (غبار) الزيف.. في هذا الزمن العاق. عجبي من هذا الإنسان الذي تتبدل طباعه.. وتهتز شخصيته.. ويتزعزع ضميره.. وتظلين أيتها السحب كما أنت تأتين في الموعد المعتاد لتوقعي إمضاءات الهطول المبهج على أديم الأرض.. أجل إنها الأمطار التي تأتي بالأخبار وتكشف الأسرار.. أسرار نقرؤها على خدود السهول.. وفوق جبين الأرض المزهوة بثيابها الخضراء. عذراً أيتها السحب المباركة.. واصلي السفر الجميل في فضاءاتنا العابقة برائحة المطر واستمري في مشهد البوح فلم يزل للهطول بقية أيتها السحب الندية. عذراً أيتها المزن المحملة بأمطار الخير والبركة، أجواؤنا مشرعة وقلوبنا مترعة بمشاعر الشوق لصوت المطر وقدوم المطر فمرحى لنا بهذا السفر!
محمد بن عبد العزيز الموسى/بريدة/ص.ب: 915
|
|
|
| |
|