Al Jazirah NewsPaper Monday  27/11/2006G Issue 12478مقـالاتالأثنين 06 ذو القعدة 1427 هـ  27 نوفمبر2006 م   العدد  12478
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الحبر الأخضر
جامعاتنا السعودية والرعاية الأبوية الحانية
د. عثمان بن صالح العامر

ليست الجامعة - كما استقر في ذهن كثير منا - طريقاً يسلكه المرء للحصول على الوظيفة الحكومية بعد أن ينال شرف استلام وثيقة التخرج في هذه الكلية أو تلك فحسب، بل هي في نظر العارفين الراصدين لحركة المجتمعات الإنسانية المعاصرة أهم مفردات منظومة التعليم العالي، ومقوم رئيس من مقومات الدولة في العصر الحديث، وتمثل - بما يتوافر لديها من تجهيزات أساسية ومن كوادر مؤهلة تأهيلاً علمياً عالياً - القيادة الفكرية والعلمية في المجتمع، والمحضن الأساس للمستشارين والمنظرين والمثقفين، والموئل الطبيعي لصناع القرار والمتنفذين، ولذا قيل عنها إنها بيت الخبرة ومعقل الفكر في شتى صوره وأصنافه، ورائدة التطور والإبداع، وخط الدفاع الأول في وجه التحديات الثقافية المختلفة التي يواجهها المجتمع.. يقول عنها (مايور) مدير عام اليونسكو سابقاً مثلاً: (إن الجامعة لو اكتفت بهذا الشكر من رسالتها، أي أن تكون مركزاً للتأهيل المهني، ومصنعاً للشهادات فحسب، فإنها تكون قد أخلت بعملها الرئيس، وبذلك تنقضُ دعائمها من الأساس ولا تلبث أن تسير في طريق التدهور والانحلال).. ومنذ ما يزيد على ثلاثين عاماً بسبع سنوات تقريباً، وعلى وجه التحديد عام 1968م وجه الفيلسوف الهندي المعروف (ك.ج. سيدين) نقداً واضحاً وبصورة مباشرة للجامعات الهندية القائمة - آنذاك - قال فيه: (إن الجامعات عموماً لم تستعمل عقولها في القضايا ذات الأهمية من وجهة النظر الاجتماعية، إذ إن هناك على وجه العموم موقفاً يتسم باللامبالاة والتقوقع سواء بين الطلبة أو بين المدرسين إزاء المسؤوليات الاجتماعية واحتياجات المجتمع الذي يخدمونه. وإذا ما استمر هذا الوضع فإن الجامعات ستعجز عن أن تلعب أي دور مفيد وخلاّق في الحياة الوطنية.. مشيراً إلى أن معظم الجامعات تقف في هدوء موقف اللامبالاة مما يجري حولها ولا يبلغُون مجرد إدراك أن التزامهم الاجتماعي أن يتعرفوا على مواقع المرض في المجتمع ويبحثوا عن علاج لها.. لقد ترعرع الجهل والأمية بين جدران الجامعات والكليات، ولم يُبذل كثير جهد من قبل أية جامعة أو كلية للقضاء على الأمية حتى في حرم الجامعة). وعلى ضوء الانتقادات الموجهة إلى جنس الجامعة في قيادتها لحركة التطوير في المجتمعات، وفي ظل معطيات وأحداث العصر اليوم اتجهت بعض الجامعات العالمية المرموقة إلى التغيير في أهدافها وتطويرها بشكل يتناسب مع مقتضيات الواقع، وإلى تعزيز قدراتها وتجهيزاتها الأساسية وتحسين الوضع الاقتصادي لأعضاء هيئة التدريس فيها.. ويعكس هذا التدخل المباشر والسريع الإدراك الواعي للدور الملقى على عاتق هذه الكيانات المهمة في بناء إنسان القرن الجديد.. وعلى الرغم من أهمية التطوير الذي قامت به هذه الجامعات على مسار الأهداف والوسائل، إلا أن نجاحها في تحقيق دورها الفاعل والمؤثر في المجتمع وعلى وجه الخصوص نحو طلابها المنتسبين إليها مشروطاً بشكل مباشر بتطوير الآليات والفعاليات التي تمتد إلى مختلف أشكال الأداء، وتطوير المفاهيم المرتبطة بأنماط التعلم وتجاوز الأنماط المتكرسة في بنية الجامعة (أساتذة وطلاباً) مما أدى إلى تنامي الدعوة العالمية الواعية والرصينة من قبل الأكاديميين المتخصصين والباحثين المتمرسين للتركيز على أربعة أنماط أساسية في التعليم هي بإيجاز:
- أن يتعلم الطالب ليعرف أن يكتسب أدوات الفهم.
- أن يتعلم أن يعمل بحيث يصبح قادراً على الفعل والتأثير في بيئته على نحو ابتكاري.
- أن يتعلم العيش مع الآخرين، بحيث يشاركهم ويتعاون معهم في جميع الأنشطة الإنسانية.
- أن يتعلم ليكون - وهذا النوع من التعلم هو الذي يهمنا - في عصرنا الجاثم على صدورنا اليوم، ويمثل تقدماً أساسياً يعتمد على الدعامات الثلاث السابقة وينطلق منها.
ومن نافلة القول هنا إن نقل هذه الرؤية من إطارها النظري إلى الواقع العملي المعاش في أي جامعة في العالم كانت يحتاج إلى وعي تام من قبل صناع القرار وأهل الرأي والوجهاء ورجال المال والأعمال، بل وحتى من العامة والبسطاء في المجتمع، فضلاً عن المثقفين والإعلاميين والكتاب بأهمية الدور الذي تقوم به الجامعة من أجل بناء الإنسان، كما يحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي وتوفير الاستقرار النفسي والاقتصادي لعضو هيئة التدريس واستكمال التجهيزات الأساسية اللازمة للتطوير وإجراء البحوث العلمية المتخصصة.. وعلى هذا الأساس - وبالنسبة إلى بلادنا - كان التركيز والاهتمام الكبير من قبل ولاة الأمر - وفقهم الله - بهذه المعطيات المهمة الواردة أعلاه ذات الأثر المباشر على المسارين التربوي والتعليمي في جامعاتنا السعودية.. ومن هذا الباب جاءت اللفتة الأبوية الأكثر من رائعة والمتمثلة في تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - بمبلغ 36 مليون ريال من حسابه الخاص لثلاث جامعات عريقة ومعروفة، وهي: الملك عبدالعزيز في جدة والملك سعود في الرياض والملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية، وبنصيب اثني عشر مليون ريال لكل جامعة وذلك من أجل استكمال التجهيزات الأساسية لمعامل متخصصة في مجال التقنية متناهية الصغر المعروفة بتقنية (النانو)..
لقد أراد - حفظه الله - أن ينقلنا من القول إلى الفعل، ومن الجدل الدائر حول التصنيف المشبوه والدفاع المستميت عن جامعاتنا السعودية إلى غاية أسمى وهدف أرقى ألا وهو التوجه إلى العمل الجاد في سبيل مواصلة التميز النوعي رغبة في تحقيق قفزات فعلية توصلنا مع الأيام - بإذن الله - إلى المراتب المتقدمة في أي تصنيف يكون.. وليس ذلك بعزيز على الله أولاً، ثم على أبناء وطن يدينون بدين أول أمر فيه كانت القراءة ومعجزته الكتاب المبين وتحت حكم ولاة أمر يولون هذا الأمر أهميته ويدعمون مسيرته ويباركون خطواته الحثيثة الساعية نحو التميز والمشاركة بفاعلية في التنمية الوطنية والإصلاح والبناء لإنسان هذا الوطن المبارك والبلد الأمين.. ولا نملك في هذا المقام نحن المنتمين إلى سلك التربية والتعليم إلا أن نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على تبرعه السخي ودعمه المتواصل واهتمامه منقطع النظير بهذه المحاضن العلمية والتربوية المهمة.. والله يحفظكم ويرعاكم.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved