| |
جداول حمد بن عبدالله القاضي
|
|
-1- في الحوار الوطني لنا أسوة: ** تألمت كثيراً لما آلت إليه (ندوة ثقافية عن الآثار، عقدها نادي المدينة المنورة الأدبي خلال الأيام الماضية، حيث اضطر مدير الندوة إلى إيقافها؛ لما وصل إليه المشاركون والمداخلون فيها من تراشق واتهامات فأصبح الجو مختنقاً، وعندها علا الصراخ، وانسحب أحد أعضاء هيئة كبار العلماء، وتداخل أحد الحضور بالقوة؛ مما أخرج الندوة عن سياقها وسيطرة مدير حوارها عليها فأعلن إيقافها، وقد كان حكيماً بهذا الإيقاف؛ لكيلا تتحول (الكلمات إلى لكمات!!) (وقد نشرت تفاصيل هذه (الندوة) صحيفة الوطن في عددها الصادر في 18-10-1427هـ). تصوروا إلى هذه الدرجة وصل الحوار في هذه الندوة!! لقد تألمت لما آلت إليه الندوة بوصفي مواطناً، وبوصفي محسوباً على أهل الثقافة، ويعز عليه لذلك أن يتحول الحوار الثقافي إلى تلاحٍ والنقاش إلى تراشق، والاختلاف إلى خلاف واتهام بعيداً عن أدبيات الحوار، ناهيك عن أدب الحديث!. *** ** إذا كان هذا شأننا كمثقفين نرتهن إلى ثقافة وإلى معرفة وإلى أدب يفترض أن نتقيد بأصول الاختلاف، وتقبل الحوار مع الآخر القريب بل مع كافة الأطياف والآراء.. فكيف إذن نلوم الآخرين؟! ألا يسعنا ما جاء بقرآننا العظيم من المجادلة بالحسنى، سواء مع إخوتنا بالدين أو مع من يخالفوننا في العقيدة {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}(46) سورة العنكبوت. ألا يسعنا كمثقفين خاصة ومواطنين عامة ما يتم على طاولات (الحوار الوطني) وعلى منصته من اختلاف كبير بين الآراء، ولكنه يظل حواراً يتسع لكل الطروحات للوصول إلى ما يعمق سماحة الإسلام، ووحدة وسموق الوطن؟ لقد رأيت وعشت بنفسي هذه الروح العالية عندما شاركت العام قبل الماضي (بلقاء الحوار الوطني الخامس) في أبها الذي صاغ (الخطة الوطنية للحوار مع الآخر)، لقد اختلف المشاركون ولكنه كان اختلافاً راقياً حضارياً لم يكن فيه سباب أو تراشق أو اتهامات.. بل حوار رائع.. نعم فيه اختلاف بالرأي والطرح ولكنه مغلف بأدب الحوار؛ مما جعل اللقاء يصل في النهاية إلى توصيات اتفق الجميع عليها. -2- مطر ووطن وشعر!! ** تذكرت وأنا أرى قطرات المطر تنساب على صحاري ووديان الوطن وإحساسي بفرح موشى بحب الوطن.. تذكرت بيتين جميلين لشاعر نبطي من هذه الأرض دونتهما لدي وكنت قرأتهما للأمير الشاعر خالد بن سعود الكبير، وهما بيتان معبران رسم فيهما الشاعر أحاسيسه الموشاة بالحنين لأرضه ولوطنه، ويبدو أنه كان بعيداً عنها.. لقد ذكّره هتّان المطر، صحراءه الغالية عندما رأى المطر (يهلّ) على أرض الغربة فتمنى عندها أن ينساب على أحد وديان أرضه: ((يا ساري المزن ما تَسْري على بلادي وتهلْ وبلك على صادي مضاميها جدّد لها يا ثقيل النّو ميعادي مع أول الوسم تكْفى لا تخلِّيها)) ما أحلى ((تكفى لا تخليها..!)) أيا وطن الحب تستحق مطراً من الحب..! -3- إنسان !! ** هو إنسان..! بل هو عنوان (لسجايا) يندر مثيلها في زمن خزفي. إنه يربكك بجميل خصاله وبهيِّ مزاياه. إنه يأوي إلى ركن شديد. من الصدق.. والتعامل المضيء. يتحدث إليك فينبجس من بين ثنايا حديثه عبق الكلم الطيب... وأرج الصدق الجميل. إنه إنسان.. (استثنائي). خلقاً وحديثاً وتعاملاً وإشراقاً ومروءةً. وبمثل هذه السجايا كسب حب الناس ودعاءهم وصحبتهم فلكأنه ذلك النبيل الذي قال عنه المتنبي: ((كأنك من كل النفوس مركب فأنت إلى كل الأنام حبيب)) -4- آخر الجداول ** للشاعر حمزة شحاتة - رحمه الله -: ((فاليوم.. تعطيك الحياة وقودها وغداً.. ستصنعك الحياة وقوداً!!))
فاكس 014766464
hamad.alkadi@hotmail.com |
|
|
| |
|