يجيءُ فيفعل العجب العجابا |
في هذا العصر المبارك عصر الازدهار والتقدم العلمي، والتنافس الشريف في اقتناص أشرف العلوم وأسماها دأب بعض المحسنين والمخلصين لوطنهم وأبنائه بأن يوظفوا شطراً من أموالهم التي أفاء الله عليهم بها في تشجيع وتحفيز النشء عُدّة المستقبل بتخصيص جوائز سخية للمتفوقين في حفظ كلام الله والتمسك بهدي سيد المرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وبالتحصيل العلمي المفيد في كثير من الميادين..، والاهتمام بمستقبلهم المشرق والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان والسعادة الأبدية. ولقد رصدت المبالغ الباهظة لدفع عجلة التقدم والتفوق في مناحي الحياة والإبداع المميز..، مواكبة لركب الحضارة ومحاكاة للدول المتقدمة حضارياً: طبياً، وصناعياً، وثقافياً في شتى آفاق المعرفة والاختراعات الحديثة. ولقد أجاد الشاعر حفني بك ناصف حيث يقول:
زرعاً وصنعاً وتطريقاً وتعديناً |
ففي مساء يوم الأربعاء ليلة الخميس 10-10-1427هـ ازدانت مدينة جلاجل بحفل جائزة التفوق العلمي للبنين والبنات معاً المقام بالقاعة الكبرى بالحي الجديد للاحتفالات والمناسبات رحبة الجوانب، وصدر صاحبها أرحب الأستاذ الكريم عبدالعزيز بن علي الشويعر - دامت نعمة المولى عليه - على شرف محافظ المجمعة بالنيابة الأستاذ الأديب عبدالله بن محمد الربيعة، وبحضور رئيس مركز جلاجل المهندس سويد بن علي السويد، وحضور نخبة من العلماء والأدباء، ورجال الأعمال وأولياء أمور الطلبة والطالبات، رافعين أكف الضراعة للمولى بأن يبارك في حياة راعي ذلك الحفل المبارك، وعلى البذل السخي في تشجيع تلك البراعم المتفوقة لكلا الجنسين، فمدينة جلاجل محظوظة ومغبوطة برجالها المخلصين أمثال ابنها البار (أبو زكي).
كما أن الشعراء القدامى في العصور السالفة قد تغنوا بها وأمطروها شعراً خالداً مثل الشاعر ذي الرمة حيث يقول:
أيا ظبْية الوعْسَاء بين جلاجل |
وبين النقا أأنت أمْ أمُ سالِم! |
وكفا (أبو زكي) هواطل تمنح المال الوفير في كثير من المواقع، فقد شارك في بناء المساجد، وبنى دوراً للعلم، ومركزاً نموذجياً سُلم لوزارة الصحة بمدينة جلاجل وبدأ العمل به، وتبرع بعدد كثير من الملايين لبناء مقر للجنة الخيرية، ولمشروع الإسكان للمحتاجين، فهو ابن بار لتلك البلد مرتع صباه، ومهوى رؤوس آبائه وأجداده ومضاجعهم تحت ترابه..! بل يصعب عدّ وحصر مآثره الخيرة العميمة. وله مشاركات في دعم كثير من الجمعيات الخيرية للأيتام والأرامل، والإسكان، ولذوي الاحتياجات الخاصة. وقد ألمح بعض الكتاب عن الشيء الكثير من حسناته وأفضاله، ولسان حال الجميع يردد هذا البيت:
ستلقى الذي قدمت للنفس محضرا |
فأنت بما تأتي من الخير أسعدُ |
وقد بدأ ذلك الحفل المميز المبارك بآيات من الذكر الحكيم تلاها أحمد التركي، بعد ذلك تخلله بعض العروض الطلابية والكشفية رحبوا فيها براعي الحفل وبالحضور، ثم نهض راعي الحفل الأستاذ عبدالعزيز بن علي الشويعر مرتجلاً كلمة ضافية شكر فيها جميع الحضور، وهنأ الطلاب والطالبات على تفوقهم في المجال الدراسي وأثنى فيها على أولياء الطلبة المتفوقين على تشجيعهم ومتابعتهم لفلذات أكبادهم وتوجيههم التوجيه الصحيح الأمثل، وحثهم على التحلي بالأخلاق الحميدة مُحذرين لهم من مخالطة السفهاء وأرباب الأفكار المنحرفة، كما حيا روح التنافس بين الطلبة المبدعين مُباركاً لهم تميزهم، وحاثاً على مواصلة نشاطهم في اقتناص العلم من مصادره العذبة، كما وعد من لم يحالفه الحظ بأن يضاعف جهده ونشاطه كي يسعد بالتكريم في الأعوام القادمة.. وبعد كلمة راعي الحفل توالت بعض الكلمات والقصائد جيدة السبك نبطيها، وفصيحها..، بل إن الشاعرة الأديبة شمس الأصيل تأبى إلا أن تشارك بقصيدة فصيحة من فيض خواطرها نحو جود (أبو زكي) وإن لم يتأتى لها الحضور.. ألقاها بالنيابة الأستاذ محمد بن محمد الشويعر وقد نالت استحسان وإعجاب الحضور، ولسان حالها تردد هذين البيتين:
فحسبت نفسي حاضرة معكم ولا |
تعجب إذا كان الغياب حضورا |
|