| |
ما هي خيارات الإدارة الأمريكية بعد فوز الديمقراطيين؟ عبدالله بن راشد السنيدي
|
|
هناك شبه إجماع بأن فوز الحزب الديمقراطي بالانتخابات النصفية الأخيرة للبرلمان الأمريكي (الكونغرس) إنما يعود بسبب تعثر الولايات المتحدة (المحكومة حالياً من الحزب الجمهوري) في العراق، وهذا يدل على أن غالبية الشعب الأمريكي ضد الحرب في العراق وأنه يرغب في انسحاب الجيش الأمريكي منه بأسرع وقت ممكن وذلك لاعتقاده بعدم وجود أهداف محددة لتلك الحرب. وفوز الديمقراطيين بالانتخابات الأخيرة ومعارضتهم لحرب العراق سوف يعيق من دون شك خطط الإدارة الجمهورية الحاكمة حول العراق انطلاقاً من موقف الحزب الديمقراطي من تلك الحرب. وهذا بدوره سوف يؤدي إلى تعزيز الوضع الحرج الذي تواجهه الولايات المتحدة في العراق، ومن ذلك ازدياد عدد القتلى من الجنود الأمريكيين. إذاً أمام هذه التحديات ما هي خيارات الإدارة الأمريكية في المرحلة القادمة؟ هل ستستجيب لمطالب الديمقراطيين وتنسحب من العراق مع ما سوف يرتبه هذا الخيار من آثار سلبية على العراق وعلى الولايات المتحدة نفسها. فالعراق بعد انسحاب الولايات المتحدة المفاجئ لو حصل سوف يغرق في فوضى كبيرة وقد تندلع الحرب الأهلية وسوف يزيد تدخل إيران، وقد تتدخل تركيا وسوريا، كما قد يؤدي ذلك إلى تدمير أو تخريب حقول النفط العراقي وأنابيبه مما سوف يؤثر على سوق النفط العالمي. كما أن الولايات المتحدة سوف تتضرر من الانسحاب المفاجئ حيث سيفسر ذلك عالمياً بالهزيمة وهو ذو أثر سلبي على معنويات الأمريكيين إدارة وشعبا، كما أن القوات الأمريكية سوف تصاب بأضرار مادية وبشرية في جنودها ومعداتها أثناء عملية الانسحاب، فخروجها من العراق في مثل هذه الظروف ليس كدخولها إليه. وإذا كان الخيار السابق غير مناسب في المرحلة الحالية فهل ستقوم الولايات المتحدة بتعزيز قواتها في العراق عدة وعتاداً مما قد يؤدي إلى حسمها الحرب لصالحها وصالح حلفائها في العراق. وهذا الخيار غير المضمون سوف يواجه بالتأكيد بمعارضة الديمقراطيين الذين هم ضد الحرب من الأساس. إذاً وكخيار ثالث هل ستقوم الولايات المتحدة بإجراء حوار ومفاوضات مع المقاومة العراقية بمن فيهم البعثيون وعلى رأسهم صدام ومن ثم إشراكهم في السلطة أو تسليمها لهم باعتبارهم الأقدر على حكم العراق وضبطه من الفوضى وتدخل الآخرين.؟ فالعراق في عهد صدام وإن كان حكمه يتسم بالدكتاتورية إلا أن العراق وشعب العراق كان يعيش في حالة أمنية وحالة معيشية جيدة، وعدم تدخل من الآخرين. والمعتقد أن غالبية العراقيين لو خيروا بين حكم صدام رغم مساوئه والوضع الحالي لاختاروا حكم صدام إذ إن الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان هي غاية ما يمناه الإنسان، وهو ما قد يعني أن هذا الخيار قد يكون هو الأنسب حالياً للولايات المتحدة خاصة بعد أن تأكد عدم صحة الأسباب التي بنت عليها حربها في العراق ومنها أسلحة الدمار الشامل لكي تخرج وهي محافظة على ماء الوجه، كما أنه الأنسب للعراق لكي يخرج من دوامة عدم الاستقرار الذي يعيش فيه.
|
|
|
| |
|