| |
واشنطن متخوفة من تكرار تجربة فيتنام خبراء روس لا يستبعدون تقسيم العراق
|
|
* موسكو - سعيد طانيوس: لم يكن من قبيل الصدفة أبدا أن يتذكر الرئيس الامريكي جورج بوش العراق وهو في فيتنام, أمام نصب نصفي للزعيم الفيتنامي هوشي مينه، الذي اذاق القوات الأمريكية الأمرين. ذلك لأن الفشل الأمريكي في العراق يمكن أن تجلجل أصداؤه في زوايا العالم كما جلجلت اصداء الهزيمة الأمريكية في فيتنام طويلا. واشنطن خلقت بنفسها وبسياستها أغلبية المشكلات التي تعاني منها اليوم. ولكن المأساة بالنسبة للعراق تكمن في أن السياسة الأمريكية فيه خلقت مشكلة مستعصية ليس لواشنطن وحدها هناك، بل ولبغداد ايضا، لدرجة ان الكثير من المحللين الروس لا يستبعدون احتمال تقسيم العراق وانعدامه من حيز الوجود ككيان موحد لمجرد أن تسحب قوات الائتلاف من تحت قدمي حكومة بغداد سندها الأجنبي. وهذا على الرغم من ان الروس قيادة وشعبا كانوا وما زالوا من اشد المعارضين لعملية غزو العراق ولتواجد قوات اجنبية على اراضيه، واكثر من ذلك، يقول المحلل الروسي المعروف الكسندر غريغوريف: إن اندلاع الحرب الأهلية في العراق سيصبح أمرا واقعا عند انسحاب القوات الأجنبية، كما ان هذه الحرب لا بد أن تجذب جيران العراق، ولا سيما إيران وتركيا إلى فلكها، لأن ظهور دولة كردية مستقلة في الشمال العراقي سيخلق مشكلة كبيرة لتركيا في حين ستغدو إيران دولة إقليمية عظمى وهو ما يشكل مصدر قلق لدول الجوار. وفيما تسير الأمور في العراق من سيئ إلى أسوأ تتزايد مقاومة طالبان في أفغانستان، وربما من اجل هذا شكلت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مجموعة من الخبراء مهمتها إيجاد مخرج من المأزق العراقي. ويرى هؤلاء الخبراء من ضمن الحلول المقترحة, أن الأفضل إبقاء القوات الأمريكية في العراق بعد تخفيضها من140ألف فرد حاليا إلى60 ألف فرد، والتركيز على تدريب الجيش العراقي. وفي هذا الوقت بالذات، أي حين احتدم المأزق الأمريكي في العراق، قام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بزيارة مفاجئة لبغداد يوم الأحد الماضي. وقال الوزير السوري: إن لدى سوريا اقتراحات لتنظيم التعاون شريطة أن يوضع جدول لانسحاب القوت الأجنبية. ويقول الباحث الروسي فيتالي نؤومكين، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية: إن إيران وسوريا ستقومان بدور الوساطة في العراق إذا أبدت الولايات المتحدة استعدادا للمساومة على جملة من المسائل الخاصة بالشرق الأوسط لا سيما مسألة الملف النووي الإيراني وموضوع تشكيل محكمة دولية للنظر في الاغتيالات السياسية في لبنان. ويرى هذا الباحث المرموق أن الرئيس الأمريكي سيضطر إلى تقديم تنازلات تخص برنامج طهران النووي لأن إيران هي من يمسك في الواقع بزمام الأمور جنوب العراق. ويؤكد انه بعد الفشل الذي مني به الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية الى الكونغرس الأمريكي، فإن واشنطن ستعمد دون تأخير الى البحث عن مخرج من المأزق العراقي عن طريق محاولة إشراك الدول المجاورة للعراق في هذه العملية السياسية ? العسكرية هناك تحفظ ماء وجه الادارة الأمريكية وتعطيها امكانية الانسحاب قبل ان تضطر الى الهرب من هناك. ويرى كثير من المحللين الروس أن نجاح جهود دمشق وغيرها من العواصم العربية بشأن العراق مرهون بما سوف تعرضه عليهم واشنطن من بدائل وجوائز ترضية. ولا تستبعد الدبلوماسية الروسية أن تكون سوريا قد تلقت وعدا غير معلن من الولايات المتحدة بتقديم جدول زمني في أقرب وقت لسحب القوات الأمريكية من العراق مقابل تكثيف الجهود السورية الرامية الى تسوية الوضع في البلد الجار عن طريق وضع حد نهائي وحازم لعمليات تسلل (المجاهدين) الى هناك.
|
|
|
| |
|