| |
مزاين المزيونة!!! محمد أبو حمرا
|
|
شاهدت برنامجاً عن مزاين الكلاب الأليفة في أمريكا، فهذا كلب أسود له مشافر تشبه كلاليب جهنم، وذاك أبيض صغير له شعر قد صار يلمع من كثرة العناية به، إلخ أنواع الكلاب. لكن الطريف في الأمر أن الفائز كان كليباً تحتقره لصغره، ومع ذلك ابتسمت صاحبته العجوز بفوزه وقبلته بنهم!! ضحكت من هذا الذي أعتبره بطراً في الحياة، لأن الفراغ والوفرة تخلق أنواعاً من الترف حتى لو كان ترف كلاباً. ومثلما شاهدت ذلك المزاين للكلاب انتشرت لدينا موضة مزاين الإبل، وهي ظاهرة غير مرغوب فيها عند العقلاء، لأنها تجيء بأسماء قبائل لتحيي النعرة القبيلية لديهم، فتجد الشعراء يرفعون قبيلتهم في شعرهم إلى الأعلى، وهم أهل لذلك حقاً، لكن على حساب الآخرين مثلهم، ثم أن هناك تنافساً نعرفه يحصل بين فروع القبائل ذاتها، فتخرج كل واحدة بمعزل لكي تقيم على حسابها وبطريقتها، طبعاً هناك إذن وسماح من ولاة الأمر لهم. لكن السؤال الذي يجب أن نحسب له حساباً دقيقاً هو: ما الفائدة المرجوة من هذا المزاين الذي هو وجه من وجوه البطر؟! وربما قال أحد ملاك الإبل إن هناك من يجد سوقاً لنوادر إبله التي تجد من يشتريها بثمن لم يحلم به عند فوزها وأن هناك من يستفيد أثناء وقت المزاين بتجارته، فهذا يبيع وهذا يشتري ويكون هناك حراك تجاري. لكن في ظني أن مثل هذا المزاين المتشعب هو تكريس للتخلف بمعنى الكلمة، وهو هدر للمال الذي أعطاه الله لبعض الناس فجأة ولم يعرفوا قدره، وربما أن بعض ملاك الإبل لم يعرف جد جده ولا يعرف أبوه الإبل، فجاء الثري ليعوّض نقص الأجداد، ثم أن المستفيد الوحيد تجارياً (وبكل صدق) هم من العمالة الذين يتركهم كفلاؤهم دون رقابة عليهم، وهم وحدهم الذين يحددون سعر عبوة الماء وغيرها مما يحتاجه المشاهدون بالمزاين!! لا أعترض على الحدث كحدث، لأن هناك مزاين أو سباق لجمال الإبل تحت مسمى رسمي، وهو يجيء مرتباً ومنظماً ويرعاه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز ويُمنح الفائزون جوائز باسم المؤسس رحمه الله، وهذا هو الذي يجب أن يستمر، لكن أن تتشعب الأمور ويكثر اللغط بين القبائل للفوز بالوجاهة الإعلامية الهلامية فهذا هو الذي لا يجب أن يكون، ولا أقول ذلك حجراً على هوايات الهاوين، لكن حفظاً من التصدع الذي بدأ يحصل بين الإخوة في مسألة المزاين، لأن كلاً منهما يريد أن يكون هو الواجهة، وهنا يغلب الأقوى والأكثر ثراء وذكاء على الأقل مالاً وإن كان متجذراً ومن هنا يتم التأسيس لوجاهة كانت منغلقة في يوم من الأيام. أقترح أن يمنع هذا المزاين الذي صار في غير محله وخالف هدفه المرسوم له من قبل ولاة الأمر الذين يريدون أن يمارس الناس هواياتهم المتنوعة، لكن أن يحدث شقاقاً وتناحراً فهذا هو الذي يجب منعه من أجله، إلا ما جاء بشكل رسمي ومرتب ويجمع كل الفئات. ولله في خلقه شؤون.
فاكس 2372911
|
|
|
| |
|