| |
حول رسائل الخزيم
|
|
اطلعت على مقالة للكاتب علي الخزيم بعنوان (رسائل العيد)، وذلك بصفحة مقالات يوم الخميس 4-10-1427هـ العدد 12446، ومن خلال عشقي وحبي لقلمك أجبرتني وألزمتني أن أعقب على مقالك (رسائل العيد)، وأن أكتب ما كن في صدري وما استوحته بنات أفكاري البسيطة بالمقارنة بفكرك الراقي السامي. رأيت والرأي لي أنك مارست من خلال مقدمتك الطويلة التي من خلالها تود الوصول إلى لب الموضوع وبعد جهد مضنٍ من التعتيم البريء منك وصلت إلى المغزى الذي تريد. أردت أن توصل للناس كل الناس أنه لا ينبغي أن نحيد عن (المسار المفترض للرسائل) الذي وضعته باجتهادك الشخصي.. لا تريد أن يكون مضمون الرسائل فيه التذكير بالله وبيان فضل أيام رمضان وأن هذه تصلح لخطب الجمعة أو لعقد ندوات.. ولا تريد أن نشجع بعضنا البعض باغتنام أيام رمضان الفاضلة.. وإننا على حد قولك أصحاب فطرة سليمة لا نحتاج للتهويل والوعيد بذكر الموت والقبر والقيامة وما تحتاج هذه المواقف العصيبة لرصيد عظيم من القربات لله تبارك وتعالى، بل أقول إنه لا غنى لأهل الفطرة السليمة بالتذكير بها من باب قوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}. أين أنت يا أستاذ علي من أمراء المؤمنين عندما كانوا يستدعون الوعاظ ليعظوهم ويخوفوهم من الله؟!! وفي الأثر أنه إذا قيل لعمر بن الخطاب (اتق الله) أخذ يبكي رضوان الله وتعالى عليه. يا أستاذي الفاضل: هذا المرسل الذي أرسل إليك لم يجعل نفسه وصيا عليك أمرا ناهيا بطوعه واختياره بل إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل من أصول الشريعة يجب علينا جميعا التمسك به. وليس في هذه الرسائل عندما ترسل أن هناك (سوء ظن) بالمرسل إليه أبدا ولكن من باب التناصح، فقد قال حبيبنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة.. الحديث). يا عزيزي.. لا تقارن نفسك بمن بعث لك الرسالة (أأنت أتقى وأصلح أم هو حتى تقبل الرسالة أو ترفضها), عليك يا أخي بمضمون الرسالة فإذا كان فيها نفع اقبلها حتى ولو كانت ممن هو أقل الناس تقوى. وقفة أخيرة: قال تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}.
عبدالعزيز مويزر البدراني |
|
|
| |
|