| |
على الهيئة حماية صغار المساهمين
|
|
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة السيد خالد المالك أصبح وأمسى موضوع الأسهم من المواضيع التي تطرح في الجزيرة وفي المجالس العامة وحتى الأطفال والأميين صارت لديهم خلفية عن ذلك الموضوع؛ مما يثار عنه، فإن صغار المستثمرين وعلى تنوع ثقافتهم وعلمهم عن السوق السعودي للأسهم فإن السوق السعودي للأسهم سوق لا يؤدي المطلوب منه، سواء على الهدف الاستثماري طويل الأجل أو الاستثمار قصير الأجل كالمضاربة فإن الشركات ذات العوائد المالية كما يسميها المحللون والذين لهم دور أساسي في توريط العديد من صغار المستثمرين فيما يعطونه من توصيات إنما تخدم مصالحهم الخاصة قبل العامة، فمن نظرتي للسوق السعودية، وعلمي المحدود في علم الاقتصاد فإن الشركات ذات العائد المالي لا تفي بتطلع المساهم فيه من ناحية ما تعطيه من أرباح لا تكاد تذكر أمام قيمة وعدد الأسهم التي شارك بها المساهم فإن أرباح تلك الشركات ضئيلة جداً إذا ما حسبناها على القاعدة الاقتصادية التي تقول إن أي مشروع إذا لم يرد رأس المال خلال عشر سنوات على أبعد تقدير فهو مشروع فاشل بكل المعايير الاقتصادية فإن شركات العوائد المالية لا تعطي أرباحاً مناسبة ومغرية لكي يستثمر بها ويشجع على الاستثمار فيها من قبل شتى طبقات المستثمرين وإن ما تقوم به شركات العوائد من منح أسهم إضافية إنما هو قتل لقيمة السهم وقوته في السوق لأن المنح هي تقسيم قيمة السهم إلى النصف فقط لا غير، وهذا من الأسباب التي جعلت صغار المستثمرين يتجهون إلى الربح السريع وشركات المضاربة كما يسميها غالبية المحللين، فلماذا يُلام صغار المستثمرين ويُعلق عليهم الخطأ ويُجعلون شماعة يُعلق بها نزول السوق بسبب ما يقومون به من عمليات بيع عشوائية عند أي هبوط، ولا تستند إلى دراسة اقتصادية، وأنهم يتسببون في إغراق السوق؛ مما يؤثر في نزول السوق، فمن حق هذا المستثمر الذي وضع مدخرات عمره البسيطة بنظر المحللين أن يتصرف ويهرب بأقل الخسائر، وإنما اللوم على المحافظ الاستثمارية التي تجعل السوق في وضع محرج مما تقوم به من عمليات تسبيل للمحافظ عند أدنى هبوط للسوق، وهي ما وصّى بها كبار المحللين ونصحوا صغار المستثمرين بأن يدخلوا فيها وخرجوا يخالفون توصياتهم ويضعون اللوم على الصناديق الاستثمارية وما يقوم به بعض كبار المستثمرين من ضغط الأسهم لكي تصل إلى سعر متدن في سبيل مصلحتهم وعدم النظر إلى مصالح بقية المستثمرين، وينطبق على سوقنا في تعاملات الكل المثل القائل: (أنا ومن بعدي الطوفان)؛ فنرجو من هيئة سوق المال المكلفة بحماية صغار المستثمرين أن تراجع حال السوق وأن تضع كل الإجراءات التي تضمن حق صغار المستثمرين في الاسترزاق فهم الضحايا في هذا السوق الذي غلب عليه الغموض والضبابية وصارا عنواناً له.
عبدالله سعود عبدالله الدوسري
|
|
|
| |
|