| |
الحقيل ووقفة مع القاضي وأطروحاته حول تلافي الزحام في شهر رمضان
|
|
** قرأت ما كتبه الصديق الأديب حمد بن عبد الله القاضي حول ما شاهده ورآه من كثافة المعتمرين في رمضان، وقد اقترح بعض الحلول لتلافي الزحام والتدافع والسلبيات الصحية والاجتماعية، وقد صاغ تلك المقترحات والانطباعات بأسلوب جلي أحسن فيه العرض والتحليل للواقع.. ولا بد من الاهتمام بذلك والتوعية في هذا المجال، وعلى العلماء والمفكرين والجمعيات والإعلام والمنابر في أنحاء العالم الإسلامي التوجيه والتوعية بأن الحج ركن من أركان الإسلام والعمرة سُنَّة، فالحرم ذو مساحة محددة مهما كانت التوسعة كبيرة، ولا يمكن أن يستوعب هذه الملايين، الذين يفدون إليه وبخاصة في شهر رمضان المبارك، حيث يشاهد المرء أعداداً كبيرة تفترش الطرقات وتنام في الحرم وفي ساحاته وطرقه، مما يفقد المصلي الطمأنينة والروحانية التي بدأ يفقدها الناس في الحرم بسبب كثرة الناس وتزاحمهم. *** ** ولقد أشار الأستاذ الفاضل القاضي إلى أن أهم سبب لذلك هو فتح باب تأشيرات العمرة على مصراعيه بحجة الهدف الاقتصادي، ثم أوضح قائلاً إن غالبية من يأتون للعمرة ظروفهم المادية متواضعة جداً، وهم يستفيدون من وضع بلادنا المادي أكثر مما يفيدونه. إن بلادنا وقيادتها الرشيدة - أعزها الله - لم تضع طوال تاريخها الفوائد الاقتصادية في حسابها، وهي تخدم الحرمين وزوارهما وتصرف عليهما آلاف المليارات دون أن تنتظر شكراً سوى ثواب الله، وكم تُقدِّم هذه البلاد من خدمات جليلة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار. *** وختم الأستاذ القاضي مقترحاته بالمبادرة إلى تقليص أعداد المعتمرين طوال العام وتحديد سقف معين، وبخاصة في شهر رمضان وتقليص مدة العمرة بحيث لا تتجاوز أسبوعاً واحداً بدلاً من شهر كما هو الحال، وبخاصة في شهر رمضان تفادياً للزحام والمشاكل الصحية والاجتماعية والأمنية، ولقد لاحظنا في السنوات الأخيرة بعد ازدياد هذه الأعداد أن عدداً كبيراً من السعوديين حين يعتمرون يبقون يوماً أو يومين ثم يعودون وجلهم قادر على السكن وتأمين كافة الخدمات وأنا شخصياً منذ سنتين أصبحت أذهب للعمرة بعد هذا الزحام في نهاية شهر شعبان، تفادياً للزحام وتوسعة على عباد الله.. ولقد أشار الصديق القاضي إلى أن هناك أعداداً كبيرة من المعتمرين من الخارج يكررون العمرة كل عام في رمضان، وأورد نماذج عن ذلك مما قرأه في عدة صحف من خلال مقابلات مع بعض المعتمرين وبالجملة، فقد عملت حكومتنا الرشيدة على تأمين وتوفير الراحة للحجاج والمعتمرين الذين يزدادون عاماً بعد عام لما يلقونه من حسن رعاية وأمن وخدمات وبيسر وسهولة، نسأل الله أن يكلل الجهود بالتوفيق وأن يوفق الجميع لتحقيق المزيد من الإنجازات، وأن يتقبَّل الله من الجميع.. إنه سميع مجيب.
عبد الله بن حمد الحقيل أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الأسبق
|
|
|
| |
|