| |
الجمعة 6 محرم 1393هـ الموافق 9 فبراير 1973م العدد 517 من السحارة
|
|
*زاوية يكتبها - راشد الحمدان: في بعض الدول.. تحس فجأة وأنت تمشي بانهيار بناية كاملة.. وفي بعض القرى.. يستمر المطر يهطل ساعات طويلة على الأبنية (اللبنية) القديمة قدم جدي وجدك.. فلا يحدث فيها - بإذن الله - شيء.. وفي بعض العواصم الناهضة تحس فجأة وأنت تمشي وقد انهار بك الرصيف.. ولو أن جرذان العالم اجتمعت كلها تحت رصيف محكم الصنع لما هزته.. حتى ولو كانت أضعف الشركات العالمية هي المسؤولة عن رصفه. وأذكر أن مثعبا.. (مرزاما) قديماً جداً لا يزال عاضاً بكامل نواجذه في أحد حيطان مدينة الرياض.. أذكر ذلك وأنا طالب في السنة الثانية ابتدائي.. لا يزال ذلك المثعب يعض على الحائط.. رغم ما يزوعه سطح ذلك المنزل من سيول طيلة تلك الأعوام.. لم يسقط.. وفي إحدى العواصم تنفتح الأرض فجأة.. ولا تدري ماذا يخرج، ولكنك تتخيل نفسك وأنت تكاد تهوي في تلك الفتحة إن كنت راجلاً.. فستهوي بكامل ملابسك.. وإن كنت (محلحلاً).. وعندك سيارة.. فربما تضيق الفتحة عن ابتلاع سيارتك. وكنت أظن أن تلك الفتحات.. نسبية.. حتى بدأت الصحف تكتب عنها.. فأدركت خطرها.. وكنت قد عزمت على مداهمة سعادة الأمين الشيخ الثنيان.. أو سعادة الوكيل الصالح.. أقول.. كنت قد عزمت على مداهمة أحدهما في مكتبه بالأمانة مطالباً باسم حارتنا غرب محطة الإدريس بالملز.. ومطالبتهما - عفواً - لكلمة مطالبة.. ورجائهما بأن يهتما بسفلتة شوارعنا.. ورصف أرصفتها.. وإنارتها فنحن نستضيء - عافاك الله أخي القارئ - من نور محطة الإدريس.. ومن شارع الظهران.. وعليك إن زرت أحد أصدقائك هناك أن تأخذ معك (بجلى) يعني كهربان.. إيه يا أخي ما تعرف اللهجات.. قصدي تاخذ اتريك يد.. أو تمتحن ضوء سيارتك قبل الوصول إلى حارتنا.. وبعد أن رأيت خطأ.. وخطر الأرصفة.. قررت السكوت.. فالسكوت من ذهب.. ولو كان النحاس أرفع قيمة.. لقال القائل.. السكوت من نحاس وعليه.. فإني أخشى تلك الحبيلات.. (بتشديد الباء) وبعض الناس سامحهم الله.. لا يحبون التمشي مع التطور.. فلا يهتمون (ببلاليعهم).. ويتركونها تزوع في السوقه.. وأشهر بلاليع دخلت التاريخ التطوري للعاصمة.. بلاليع الملز.. فقد قاومت تلك البلاليع مراراً.. وكل مرة تحاول الشركة كتم أنفسها.. ولكنها عجزت.. وأخيراً.. أفلحت.. ولكن بعد أن كتمت أنفاس الكثيرين.
|
|
|
| |
|