| |
رسالة ولاء من كل معاق للمسؤولين بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين مضاوي العتيبي/ إخصائية اجتماعية- الجمعية السعودية للتوحد
|
|
أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين المعاقين كامل الرعاية والاهتمام والممثلة في جهود القائمين على رعاية المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية وذلك من خلال توفير المراكز والمؤسسات التي تعنى بشؤون المعاقين لنقول للعالم إن مملكة الإنسانية لم تبخل على أبناء وطنها بتوفير كل ما يحتاجونه في شتى المجالات ومجال المعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة من أطفال وكبار من أبناء وبنات. وفرت حكومتنا الرشيدة كافة المراكز والوسائل التي تخدم المعاقين بجميع أنواع الإعاقات، وقد سعى ولاة الأمر إلى توفير احتياجات الأطفال خاصة من المعاقين ومعاهد التربية الفكرية ومراكز التدريب والتأهيل لهؤلاء ولكن وقفنا عند نقطة مهمة نريد أن يبدأ بها المسؤولون والذين كلفوا من ولاة الأمر بمساعدة هذه الفئة الغالية من المعاقين. هناك دراسات كثيرة أثبتت أننا تقدمنا في كيفية العمل مع الطفل المعاق وتفوقنا بتوفير الأجهزة والمعلمين والمعلمات من مختصين ليساهموا في بنائهم وتوجيههم لمساعدة أنفسهم عند الكبر وهذا كلف الدولة أموالاً طائلة..ولكن هناك نقطة توقفنا عندها..؟! لقد علمنا أبونا عبدالله بن عبدالعزيز أن نقول ما نحتاجه لتطوير بلدنا، إن مخاطبته لنا دائماً في كل المناسبات والاحتفالات وجولاته لتفقد الرعية يعلمنا درساً من باب الأبوة الحانية التي رسمت خطوطاً عريضة لتوسع آفاق الحديث العصري الذي لا كلافة فيه ولا تزخرف بل نبحث عن الجوهر لنحصد الثمار التي سقيت بالحب والتفاؤل وهنا كلي تفاؤل وحزم على أن ننظر لتلك النقطة التي نحتاج إلى أن يهتم بها ولاة الأمر لهذا المعاق وتلك المعاقة ولأسرهم ولأولادهم ونحن لنا دور كبير في ذلك لنسعى يداً واحدة لنبني جسور العلم لهم والتعلم. إننا نقف بالمعاق عند نقطة ما بعد التعليم والتدريب والتأهيل الذي وفرتها حكومتنا الرشيدة ولكن ماذا بعد ذلك؟ تحدث الكثير من المعاقين بطلب وظائف تناسبهم منهم العديد ممن يرفض الدوائر الحكومية والقطاعات الخاصة توظيفهم لماذا؟ قد تقولون هناك معاقون يعملون في مراكز حكومية وخاصة نعم ورأيتهم بعيني وقد تفوقوا ولكن كم عددهم؟؟ أو كم عددهن؟؟ وليست الوظيفة فقط بل حتى المعاقات يجدن صعوبة في التسجيل بالجامعات وقد تحصل على الشهادة الجامعية وتظل حبيسة الدار؟ أيضاً هناك فتيات دربن في معاهد التربية الفكرية حتى وصلن لأعمار الخامسة عشرة وأكثر وبعد ذلك ينتهي دوامها بالمركز وأين تذهب؟ تبدأ لديهم أعراض الاكتئاب وإن المجتمع يرفضهم وغيرهم. لم لا يتم الاستفادة من هذه الأيادي المدربة لماذا؟ الحكومة وفرت وبذلت المبالغ الكثيرة لتدريبهم منذ سن الطفولة وعندما اشتد ساعدهم؟ ماذا بعد ذلك؟. لم لا تعمل دراسة أو مسح شامل لإعداد المتخرجين من بنات وأولاد من معاهد التربية الفكرية الذين احتوتهم البيوت بعد تخرجهم في هذه المعاهد وهم قادرون على متابعة التدريب والتوظيف أيضا؟ وحتى لو أن هناك دراسات عملت فماذا بعد ذلك.. كله على الورق لماذا؟ لقد رأيت بعيني فعملي الصحفي يريني ما لا يراه غيري وكذلك خدمتي وعملي مع هذه الفئة من المعاقين تريني كل يوم عالما جديدا من الألم الذي لا يتبع المعاق فقط بل يتبع أسرته ويرهقها. نحن نريد وبمناسبة اليوم العالمي للمعاقين أن تعمل دراسات لمعرفة احتياجات ما بعد تدريب هؤلاء المعاقين؛ لمعرفة الإبداعات والمواهب التي لدى هذه الفئة فهناك أطفال يبدعون بأشياء كثير من الأصحاء ليعرفوها ولكن؟ إلى متى؟ هناك صمت من بعض المعاقين تشققه نظرات العالم إليهم لقد أخذ الله منهم شيء وعوضهم بشيء أفضل منه لديهم مواهب وقدرات تحتاج إلى دعم وتوجيه وتفعيل من ولاة الأمر. لم تتوان المراكز الاجتماعية ومراكز التأهيل والجمعيات الخيرية وجمعيات المعاقين في الأخذ بهذه الإبداعات وتنميتها وكذلك بمتابعة مشاكل المعاقين سواء الأطفال المعاقون إعاقة جسدية مثل جمعية المعاقين والإعاقة السمعية ممثلة بجمعية الإعاقة السمعية والجمعية السعودية للتوحد والتي تعنى بإعاقة التوحد والتي تعتبر وليدة جديدة في السعودية وهناك جميعات أخرى كثيرة ساهمت بجهود أناس أكفاء ومتطوعين سواء من المعاقين أنفسهم أو أولياء أمور هؤلاء المعاقين أو المختصين والمهتمين في مجال الإعاقة. في هذا اليوم وبهذه المناسبة نناشد ولاة أمرنا في وطننا الغالي والمسؤولين الذين كلفوا بهذه المهمة أن يهتموا بالمعاقين في السن ما بعد الخامسة عشرة ولا يضيع جهد السنوات التي بذلت في إعداداهم في طفولتهم إعدادا جيدا. فهم أبناء الوطن ووطننا يحتاج لكل يد لتساهم في بنائه ودعم مسيرة العطاء في ظل حكومة ملك الإنسانية الذي علمنا أن لا نقف عند حد معين بل ساهم في تطوير أبنائه وبناته لينهضوا ببلدهم وخير دليل لحرصه على طلابنا وعطائهم البعثات الدراسية التي فتحت الأبواب لشباب من الطلاب والطالبات ليتعلموا العلوم في شتى المعارف حتى يساهموا في بناء وطنهم وحتى هذه البعثات هل شملت المعاقين؟ هل فيها معاق أو معاقة ممن يريدون إكمال دراستهم؟ لا أعلم والإجابة عند المسؤولين، مع أنني شاهدت وقرأت في الصحف والتلفاز برامج مع مسؤولين من وزارة التعليم العالي عن الابتعاث وبرامجه والزيادة التي أمر بها خادم الحرمين في مكافآتهم ولم يتم التطرق لأي موضوع عن ابتعاث لذوي الاحتياجات الخاصة؟ وأنا أرى أنه هناك تخصصات دقيقة قد يبرع فيها المعاقون خاصة الأشياء الحسية فلديهم قوة في ذلك، وقد رأينا معاقين أبدعوا باختراعات تناسب إعاقاتهم وتسهم في مساعدتهم للاندماج مع مجمعهم. إذاً لنكتفي بحروفنا هذه ونوجه دعوة من المعاقين وخاصة فئة الشباب من بنين وبنات بأن يوفر لهم مصانع مهنية وتدريبية وكذلك نوادٍ. وكلمة منا نحن المختصين نرغب في توفير التدريب المكثف للمعلمين والمعلمات الذين يتعاملون مع كافة الإعاقات وإنشاء مشروع وطني لتدريب الكوادر التي تعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة وتطويرهم ليطوروا من أدائهم وهذا ما نفتقده للأسف في مراكزنا ومؤسساتنا وهذه الفئة تحتاج منا إلى الرعاية والاهتمام والنهوض بهم وليس الشفقة بحالهم؛ لأنهم ابتلوا من الله الذي رحمته وسعت كل شيء. رسالة حب وولاء أبعثها... لكل من علمني حرفاً.. وأنا أكتب هذه الحروف. لكل أم وأب وهبا طاقاتهما وأوقاتهما لتعليم أبنائهما.. ليتميزوا ويتغلبوا على إعاقتهم.. لكل مهتم وباحث يهتم بهذه الفئة ويسعى لتقديم الجديد في هذا المجال. لكل من هم خلف الأضواء فهم كالشمعة يحرقون أنفسهم ليضيئوا للآخرين. لطاقم الرجال والنساء من المسؤولين والمسؤولات الذين يعملون ليل نهار ليوفروا الأفضل لأبنائنا المعاقين. لكم أيها المعلمون الذين بأيديكم فلذات أكبادنا .. طوروهم.. اصنعوا منهم جيلاً ناجحا مبدعا. لوزارة الشؤون الاجتماعية ونريد المزيد من الإنجازات. وأخيراً لكل متطوع مع هذه الفئة الغالية على قلوبنا .. فهم جنود مجهولة لهم فضل كبير.. احتسبوا عملهم عند الله.. ولا يضيع الله عمل عامل منكم.
|
|
|
| |
|