| |
لما هو آتً الأحجيات........ د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
كما أحجية الأرقام (سودوكو) أدخل في أحجية الأشخاص... والرقم الذي لا يجب أن يتكرّر في أعمدة هو يتحرّر من الوجوب السالب في المربّعات، بينما خلايا الأرقام تنظم علاقات الإنسان الفكرية والأرقام... تماماً كما هي أحجية الشطرنج مَنْ يتغلّب على مَنْ؟ الصّغير أم الكبير وتنتهي بالإنسان أحجية الحياة على أن الشخوص فيها هم أرقام وأصابع شطرنج... الرقم يتناول معك الأحجيةُ ويمتّعك في التفكير لتهتدي لمكانه الذي لا تخطئك فيه العبقريّة... وكذلك يفعل إصبع الشطرنجُ وهو يجعلك تتحرّك بعينيك في لماحية كي لا تخرج عن ساحة المعركة مهزوماً... الرقم الذي تخطئ مكانه يعيدك لحلبة اللّهاث مهزوماً... وإصبع الشطرنج يرديك قتيلاً... والشّخوص في الحياة يلاعبونك لتلهث من أمامهم وخلفهم وعن يمينهم وشمالهمُ وفي النهاية قد تبقى الكَمِد في حيرتك لأنهم لا يفعلون دون سلاح يكمن في صدورهم وعقولهم لأنها تنبض، بينما تتقاطر أرقامهم في ساحة صدرك وداخل تكوين ذاكرتك وتبصرهم عين رؤياك فلا تجهلهم... الأرقام تعدهم.. بينما هي على الورق أو الشّريحة المعدنيّة.. أو المضمار الخشبي بين (سودوكو) و(الشطرنج) يبقى لك النبض المتحرّك وتتعهّد العودة وتتمحَّك اللّوم مع نفسك الشخوص البشر لا يفعلون معك ذلك... في حين تغلق اللّعبة المعدنيّة أو الخشبيّة أو الورقيّةُ وتدع الأرقام أو أيقونات الشطرنج تهجع للصمت.. لا يمكنك أن تفعل فتأمن نبض البشر المتحركين أرقاماً ومنافسين على مضمار الحياة.. الإنسان وحده أحجية لن تخرج منها فائزاً... لا في خانة مربّعة ولا في مساحة مطلقة ولا في مضمار ركض... حين تفوز على آخر فتلك بداية الألغاز... شمّر عن فكرك لتهدأ وأفسح صدرك لترضى...
|
|
|
| |
|