| |
دفق قلم حارث الضاري ونفق الفتنة في العراق عبد الرحمن صالح العشماوي
|
|
ما يزال هذا البلد العربي الحبيب (العراق) يعاني من هذا الطوفان الجارف من الفتن التي تشتعل فيه، منذ أقدمت أكبر دولة تدعي رعاية حقوق الناس على جريمة احتلال هذا البلد المسلم الحر، بحجة إنقاذه من طاغوته السابق، فأوقعته في هذه الفتن الهوجاء. هنالك أزمة واضحة منذ أن بدأ الاحتلال لهذا البلد العربي المنكوب، تمثلت في فرق وضعت يدها في يد المحتلّ، واغتنمت فرصة الفوضى التي حصلت، فأخذت تضرب من يخالفها في المنهج والمعتقد بصورة دموية مؤلمة أغرقت العراق في هذا السيل الجارف من الدماء الذي لم يتوقف جريانه، وظهرت معالم أحقاد وضغائن (تاريخية) ما عاد يخفى على أحد حالها، في وقتٍ كان الجدير بأصحابها فيه أن يكونوا عوناً لإخوانهم على التئام الشمل، وتضميد الجراح، ومواجهة الموقف بالموقف الواحد والكلمة الواحدة. ولقد أدرك علماء العراق خطورة الموقف، وصعوبة الحالة، فأنشأوا هيئة علماء العراق، ورسموا أهدافاً واضحة ترتكز على هدف أكبر ألا وهو توحيد الكلمة، وبذلوا وما يزالون يبذلون جهوداً كبيرة في تحقيق هذا الهدف، وأعلنوا أنهم ينطلقون من نظرة شاملة، وأنهم يرفضون مساندة المحتل، ويترفعون عن إشعال نار الفتنة الطائفية، ولهذا دعوا إلى اجتماع أهل العراق على كلمة واحدة للخروج من مستنقع الفتنة الآسن. وأثبتت كل المواقف التي وقفتها الهيئة وعلماؤها أنهم حريصون على مصلحة العراق، معنيون بتوحيد كلمته وجمع شمله، وهم يؤمنون أن ذلك سيقطع الطريق على كل من يضمر للعراق وأهله شراً، ويحول دون استمرار هذا النزيف الدموي الذي يؤلم القلب. ولكن (الخيانة) التي وقع فيها بعض من نظروا إلى مصالحهم الخاصة، قد أسهمت في تمزيق الصف العراقي ومكّنت كل صاحب هوى أو حقد وضغينة من أن يفعل في العراق ما يشاء من هدْم وإحراقٍ وتفجير وقتل للأبرياء قتلاً ذريعاً غاشماً قائماً على التصنيف الطائفي الظالم. ولقد استطاع الشيخ حارث الضاري من خلال كل ما سمعناه من أقواله وتصريحاته سابقاً ولاحقاً أن يتبنّى رأي العراق الموحّد، وموقف المصلحة العامة قبل المصلحة الطائفية أو الحزبية أو الشخصية، وما سمعنا له قولاً، ولا قرأنا له تصريحاً إلا شعرنا بمدى ما لديه من معرفة دقيقة بالأوضاع، ورغبة صادقة في معالجتها، وحرص شديد على الخروج من الأزمة بموقف عراقي موحد واضح، وهو ليس وحده في هذا المقام، فإن ثُلّة غيورة من العلماء والمفكرين يشاركونه في هذا الاتجاه الصحيح لإخراج العراق من مأزقه الكبير. وإذا كان هذا الإنسان المصلح الغيور - كما نحسبه - قد وضع بعض النقاط على الحروف في الآونة الأخيرة محذِّراً وداعياً إلى وحدة الكلمة والصف، وكاشفاً بعض جوانب الأحقاد الطائفية المزعجة في العراق، فإن ذلك كله يصبّ في مصلحة العراق، وهو جدير بأن يجد التقدير والاحترام، والاهتمام بدلاً من المحاكمة والتحقيق. إننا لنحترم ما عرفنا من موضوعية حارث الضاري وندعو أهل الحكمة في العراق إلى تقدير ذلك، فالأمر لا يحتمل زيادة التمزيق. إشارة أيقتل معنى العدل في رونق الضحى
|
|
|
| |
|