| |
الأمير سعد بن خالد كما عرفته 2 - 3 عبدالعزيز بن حمد السويلم
|
|
في مقالي الأول تحدثت فيه عن شخصية الأمير سعد - رحمه الله- وإنسانيته وتواضعه.. وأشرت في آخر المقال إلى عودتي للكتابة عن جوانب الخير والمساعدات التي كان سموه يفعلها أو يقدمها للآخرين والتي لم يتطرق اليها من كتب عن سموه من الاخوة الأفاضل الذين تكرموا بالحديث عن سموه يرحمه الله وفي هذا المقال سأتناول جانباً من الاعمال التي كان سموه يفعلها سراً إبتغاء مرضاة الله، فأقول: 1 - أعطى سموه سيارة لأحد المواطنين من أهل القصيم وحصل على السيارة حادث كون ابن صاحبها رتكب خطأ يحتم النظام توقيفه، وكذا مصادرة السيارة وسيلة النقل إذا كان الفاعل مالكها. وقد تكرم سموه رحمه الله بالاتصال بي هاتفياً في إمارة منطقة القصيم حينما كنت وكيلاً للإمارة قبل طلبي إحالتي للتقاعد، وشرح لي وضع السيارة وأنه سموه قد أعطاها لوالد الشاب وطلب معالجة الموضوع وفك حجز السيارة ومجازاة الولد الذي حصل منه الجرم بما يستحق، فتم بحث الموضوع وكان أن تحقق الافراج عن السيارة مع ابقاء الشاب المخالف في التوقيف لأخذ جزائه حسب التعليمات. فهكذا سموه الكريم يعطي الهدايا ويعمل على حل المشاكل ومساعدة الآخرين ويتابع ذلك فجزاه الله خيراً على ما فعل. 2 - زرت سموه كعادتي لأنني ما بين وقت وآخر أتشرف بزيارة سموه والسلام عليه فوجدت عنده محافظ محافظة ثادق الأستاذ فيحان بن عبدالعزيز بن لبده.. وعرضت عليه أن يتكرم بزيارة محافظة ثادق وكذا المحافظ طلب ذلك. وكل منا أنا ومحافظ ثادق يطلب من سموه أن يكون الغداء عنده فقسم الموضوع بيننا وقال: الاستقبال يكون عندك يا فيحان في المحافظة والسلام على المواطنين وتناول القهوة. وطعام الغداء يكون عند عبدالعزيز فرجنا راضيين بهذه القسمة العادلة، وكان ان حضر سموه الكريم واستقبل في المحافظة الاستقبال الذي يليق بسموه وتحدث مع الأهالي وقال: (لقد جئت لكم أنتم يا أهالي محافظة ثادق من أجل السلام عليكم ومقابلتكم في هذا المكان: أما المحافظ وعبدالعزيز السويلم فإنه كان بالإمكان الاجتماع بهما في مكانهما في الرياض وإنما الهدف من المجيء هو قصد رؤيتكم والسلام عليكم. وهكذا كان سموه -رحمه الله- يحرص على لم الشمل وعلى الاتصال والتحدث لأكبر عدد من المواطنين ليسعدوا بلقاء سموه وليتعرف هو أيضاً على احتياجاتهم ومشاعرهم. وفي تلك الزيارة التي أسعد ثادق وأهاليها وأسعدني شخصياً بها دار الحديث بين سموه والحاضرين الذين تشرفوا بلقاء سموه وتناول طعام الغداء معه في مزرعتنا بثادق وكان الجميع أسرة واحدة ودار الحديث عن تنمية المحافظة وتطورها وما حظيت به من مشاريع تطويرية، وما يتطلع إليه الأهالي من المشاريع الأخرى التي لا تزال في طور البحث والمتابعة من قبل الأهالي مع الجهات الرسمية. وقد همس المحافظ في أذن سموه قائلاً بأن المستشفى في محافظة ثادق قد تم تركيب اجهزة غسل الكلى حديثة ويحتاج إلى توفير شبكة مياه والمياه لم تصل شبكتها إلى موقع المستشفى وسأل سموه عن تكاليف ذلك، فقال المحافظ سبعون ألف ريال، فقال: صلحوها وأنا أدفع التكاليف.. فقام المحافظ بعد فترة بالاتصال ببلدية ثادق وتم مساهمتها في بعض التكاليف وبقي مبلغ وقام الامير بدفعه جزاه الله خيراً وجعل ذلك في موازين حسناته. 3 - تم توقيف أحد المواطنين في محافظة القويعية في العام الماضي لأنه مدان لشخص وطلب الدائن منه تسديد الدين وعجز عن ذلك، فتم توقيفه لأن الحق عليه صك شرعي واجب التنفيذ والتوقيف في حالة عدم السداد. ولمعرفة المدين الموقوف في السجن لي عمد أحد أقاربه بالاتصال بي شارحاً الموضوع قائلاً: إن الأمير سعد بن خالد سبق أن راجعه المدين وشرح ظروفه له ووعد بالتسديد ولعل عبدالعزيز السويلم يتصل بمحافظ القويعية بحكم معرفته به يشرح له الموضوع بهدف إطلاق سراحه طالما أن الأمير سعد قد تكرم بمساعدته والتسديد عنه فكان أن اتصلت بالأخ الأستاذ عبدالعزيز ناصر الحربي محافظ محافظة القويعية وطلبت منه التكرم بالتأكد من صحة ذلك والاستفسار من مكتب سمو الأمير سعد بن خالد فإن كان الأمر صحيحاً فلعلكم تساعدونه في إطلاق سراحه ليتسنى له متابعة الموضوع مع مكتب سمو الأمير سعد وكان أن تحقق ذلك. ورغبة مني في معرفة ما تم على ذلك المدين اتصلت مؤخراً بذلك الرجل المدين وسألته عن الدين ومقداره، وهل تم التسديد فأخبرني بأن سمو الأمير سعد قام بتسديد كامل المبلغ الذي يتجاوز (130000) مائة وثلاثين ألف ريال. وأخرج ذلك المدين من السجن في حينها.. يرحمك الله يا سعد، فقد كانت أيامك كلها سعد، أسعدت الآخرين في حياتك وأبكيتهم عليك بعد فراقك ومماتك!! 4 - قال لي الأستاذ فيحان بن عبدالعزيز بن لبده محافظ محافظة ثادق عندما طلبت منه ما يعرف عن الأمير سعد من أعمال ومساعدات بحكم كثرة إتصاله به وتوسطه للآخرين لدى سموه الكريم، فقال: (كنت في أمريكا للعلاج، وقد زرت سمو الأمير سعد لأن سموه الكريم كان آنذاك في أمريكا وفي هيوستن لاجراء بعض الفحوص الطبية.. وأثناء جلوسنا.. قال له ابنه الأمير محمد: هناك سوق أو محلات تجارية في هيوستن مشهورة في بيع أفضل البدل والملابس فلعل سموكم يذهب إليه لأخذ وشراء بعض البدل. فقال سموه: إننا يا محمد لدينا في الوقت الحاضر ما يكفينا من الملابس ولست في حاجة لشيء ويجب أن نتفقد أحوال إخواننا المرضى الموجودين في المصحات ونساعدهم. وفعلاً بحث سموه حالتهم وقد قام بمساعدة المحتاجين وصرف لهم مساعدات ما بين 3000 - 4000 ما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف دولار، ووجد مريضاً وعائلته يسكن في شقة فقام بدفع إيجار الشقة لمدة أربع سنوات. هكذا كان سعد بن خالد وهكذا كانت أعماله جزاه الله خيراً وأعظم له الأجر والمثوبة وصدق الله العظيم القائل: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
|
|
|
| |
|