يقول صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون) الحديث، فهذه قاعدة من قواعد ديننا الحنيف تخبر بأن ابن آدم معرض للخطأ على الدوام ويرتكب بتفاوت أخطاء مع خالقه ومع نفسه ومع أهله ومجتمعه والإنسانية جمعاء، ولكن ماذا يفعل كل منا إن اخطأ هل يركن إلى أن ابن آدم معرض للخطأ ويكتفي بذلك ويصر ويبقى على خطأه؟! بكل تأكيد ليس ذاك هو الصحيح وإلا لما عُرف الخطأ من الصواب ولكن ديننا حثنا وحضنا على التوبة والندامة والأسف لأي خطأ يحدث من الإنسان مع ربه أو نفسه او مجتمعه وهكذا، وبما أننا نختص بالأدب الشعبي وساحته الواسعة وجوانبه الإنسانية فسنركز على ذلك فالكثير من رواد هذه الساحة يخطئون أحياناً بحق متابعي وعشاق هذه الساحة سواء شكلاً أو مضموناً، من التخلف من المواعيد والتكبر المقيت والأنانية المفرطة إلى الاستخفاف بالآخرين والتدني بمستوى الخطاب والحوار وضعف المعاني والألفاظ.. والقليل منهم من يعترف بخطئه ويعتذر عنه ويعمل كي لا يقع في هذا الخطأ مستقبلاً.. والبقية الباقية تبقى على غيها واستهتارها ضاربة بعرض الحائط كل هذه الخصال الجميلة التي تولد الاحترام المتبادل بين رواد ومتابعي هذه الساحة هذا عن الرواد أما الذين يحسبون على الساحة ويتطفلون عليها فهؤلاء وجودهم خطأ فيها فكيف لهم ان يعترفوا بذلك وهم يعتاشون على ذلك وهم يعلمون والكثير منهم مغشوش بنفسه ولا يعلم وهؤلاء يصدق فيهم قول الشاعر صفي الدين الحلي:
ان كنت ما تدري فتلك مصيبة |
أو كنت تدري فالمصيبة أعظم |
كثير منا يخطئ بحق أبويه أو اخوته أو أحبته، والقليل من يتلمس الطريق الصحيح للتخلص من جلد الذات والقفز الى الخطوات التي تؤدي الى إصلاح هذا الخطأ بقدر الامكان ومن الاصلاح الاعتراف أولاً بالخطأ وهذه هي الخطوة المهمة والحاسمة للسير نحو الاصلاح ثم الاعتذار عما بدر منك تجاه من اخطأت بحقه وخصوصاً ان كان حبيباً أو قريباً ثم العمل بجدية لعدم تكرار هذا الخطأ والابتعاد عن كل ما يؤدي اليه، وتقديم كل ما يوطد المودة والمحبة والاخوة عندها فقط تستطيع ان تسير الى الأمام ولا تبقى نهباً للأخطاء فالضربة التي لا تقصمك تقويك.
mmm2711@hotmail.com |