| |
المؤتمر الإقليمي لذوي صعوبات التعلم.. إنجازات وتطلعات نورة بنت عبدالعزيز بن عبدالرحمن الطويل(*)
|
|
تستضيف المملكة العربية السعودية في الأيام المقبلة متمثلة في وزارة التربية والتعليم وتحديداً الأمانة العامة للتربية الخاصة المؤتمر الإقليمي الأول لصعوبات التعلم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وأننا لنقف هنا وقفة فخر وإعزاز لا سيما وأننا البلد الأول الذي ينظم ويستضيف مؤتمراً إقليمياً عالمياً في مجال صعوبات التعلم، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المستوى المتقدم والملموس الذي تحظى به مملكتنا الحبيبة في مجال رعاية البرامج المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة بجميع فئاتهم وعلى اختلاف درجاتهم. وبرنامج صعوبات التعلم يعد واحداً من أهم البرنامج الذي يحظى باهتمام ملحوظ من قبل الأمانة العامة للتربية الخاصة والتي دأبت منذ عام 1416هـ في افتتاح برامج صعوبات التعلم في المدارس العامة لخدمة تلك الفئة من الطلاب والطالبات التي تقع ضمن فئة الذكاء العادي وتعاني قصوراً في الجوانب النمائية أو الأكاديمية والتي تشكل عائقاً لها على التعلم في البيئة الصفية العادية. وكما يبدو للكثير بأن تلك الفئة هي فئة غامضة أو بالأحرى التعرف عليها جاء متأخراً بعض الشيء، بيد أن اهتمام الأمانة واطلاعها على الجديد في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة جعلها تحرص على البدء بتطبيق برامج رعاية ذوي صعوبات التعلم في مدارس المملكة، فقد ابتدأت منذ عام 1416هـ في استحداث اثني عشر برنامجاً موزعاً على ثلاث مدن، حيث خصص لمدينة الرياض ثلاثة برامج، والمنطقة الشرقية أربعة برامج ومحافظة جدة ثلاثة برامج، ثم أخذت البرامج في التوسع والانتشار إلى أن بلغت أكثر من 500 برنامج موزعة على مدن المملكة جميعاً. إننا اليوم وبعد عشر سنوات من تطبيق برنامج صعوبات التعلم في المملكة نهنئ أنفسنا ونهنئ قيادتنا على هذا الإنجاز الكبير الذي حققناه في مجال استحداث وتطبيق برامج صعوبات التعلم على هذا القدر من التوسع والنجاح وكوننا في مطلع هذه الإنجازات فإننا نطمح بل ونسعى من أجل تعميم تلك البرامج الفاعلة في جميع مدارس التعليم العام بالمملكة وفي جميع المراحل لنقدم تعليماً أكاديمياً للجميع والجميع هنا تشمل جميع الفئات والقدرات من أبناء وطننا الغالي. إن المؤتمر الإقليمي الأول لصعوبات التعلم ليعد إنجازاً بحد ذاته ودرعاً جديداً لمسيرة الأمانة العامة للتربية الخاصة، ففي خلال عشر سنوات استطاعت خلالها الأمانة التخطيط والإنجاز في خطوة جبارة وسريعة استطاعت من بعدها أن تقف أمام الدول المشاركة لتقدم إنجازاً جديداً وتقدماً جديداً في مجال رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، ليس فقط لأبناء المملكة بل لجميع الدول المهتمة. إن سرعة الإنجاز مع فاعلية الأداء شعار رسمته وسارت عليه برامج صعوبات التعلم بالمملكة في ظل رؤية بناءة وتوجيه فاعل من قبل القيادات التربوية في وزارة التربية والتعليم، وإني شخصياً أتعايش هذا الإنجاز المستمر من خلال ممارستي كمعلمة صعوبات تعلم في إدارة تعليم منطقة مكة المكرمة - جدة، كيف لا وأنا أجد التنظيم الموجه في نشر الوعي ببرامج صعوبات التعلم الحديثة نوعاً ما لجميع أفراد المجتمع من طلال وطالبات إلى أولياء الأمور وانطلاقاً لجميع الهيئات والمؤسسات التربوية والاجتماعية، أضف إلى ذلك الخطط الفاعلة في إعداد وتأهيل ذوي الاختصاص من أجل مواكبة التطور البحثي والعلمي المستمر في مجال صعوبات التعلم. إننا هنا وفي ظل هذا المجهود الكبير الذي تبذله الأمانة العامة للتربية الخاصة لنحمل مسؤولية كبيرة وعظيمة في مجال تفعيل وتطبيق بل ونشر الوعي ببرامج التربية الخاصة لجميع أفراد المجتمع، وهنا لا أقصد بالوعي لفرض المعرفة فقط، بل ذاك الوعي الذي ينم عن مشاركة فعالة في إنجاح برامج التربية الخاصة على الميدان التربوي الواقعي، وممارسة لتلك البرامج بفاعلية، لأن كل منا يحمل مسؤولية تجاه أبناء هذا الوطن وفئة ذوي الاحتياجات الخاصة في واحدة من أبناء الوطن الغالي. مرة أخرى أهنئ وزارة التربية والتعليم على هذا الجهد المتميز والبارز في مجال رعاية برامج التربية الخاصة، وهذه الاستضافة للمؤتمر الإقليمي الأول لصعوبات التعلم هي مواصلة لسلسلة النجاحات والعطاءات المستمرة التي تقدمها وزارة التربية والتعليم في ظل قيادتنا الرشيدة.
معلمة صعوبات التعلم بإدارة تعليم منطقة مكة المكرمة - جدة
noonee_8@hotmail.com |
|
|
| |
|