Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/11/2006G Issue 12467الرأيالخميس 25 شوال 1427 هـ  16 نوفمبر2006 م   العدد  12467
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

المؤسسات التربوية ودورها في تعزيز الأمن الفكري.. والكشف المبكر عن الانحراف
محمد بن حمود الهدلاء(*)

تعتبر المؤسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات، وإن استثمار عقول الشباب واجب وطني يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع. فعندما تتعرض أي أمة لأزمة أو خطر فإنها تتجه بشكل مباشر إلى التربية باعتبارها المدخل الأنسب للتغيير والتصحيح، فالتربية هي المعنية بتكوين المفاهيم والقيم والمثل العليا الصحيحة وتعزيزها في أذهان الناشئة وهي المسؤولة عن بناء الاتجاهات وضبط مسارها، بها يقوى بناء المجتمع ويعزز وحدته الوطنية، وعلى الرغم من أن التربية المقصودة تتم عبر عدة مؤسات داخل المجتمع مثل: الأسرة، والمدرسة، والمسجد، ووسائل الإعلام، فإن المدرسة تعتبر أهم هذه المؤسسات في القيام بعملية التربية لأنها تتم فيها التربية في إطار يتم التخطيط له بشكل علمي ومدروس، وإن القائمين عليها تم إعدادهم للقيام بهذه التربية بصفة مهنية متمكنة. وقد أعجبني كثيراً كلام سعادة الدكتور علي العفنان عميد كلية المعلمين بالرياض ونصها: (مسؤوليات مديري المدارس أكبر من مهام رجال الأمن لحماية المجتمع وأن دور المعلمين هو حراسة العقول مما يتطلب استشعار أهمية غرس القيم والاتجاهات التربوية الصحيحة في أذهان التلاميذ حتى لا يتم اختطاف عقولهم). فالمتأمل إلى هذه الكلمة يجد أن لها أهدافاً بعيدة المدى وبُعد النظر حول المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقنا نحن رجال التربية والتعليم لكي نكون رجال أمن على أفكار الناشئة، فلا بد لنا جميعاً من استشعار المسؤولية وتضافر الجهود وأن نسعى جاهدين لتنشئة جيل مسلم مثقف متمسك بدينه حريص على أمن وطنه وما تحقق له من المكتسبات والمدخرات من خلال أنشطة مخطط لها، مع وجوب الاهتمام بسلوك هذا النشء بتطوير أفكارهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم بأسلوب علمي يغلب عليه الصراحة والشفافية والوضوح والوعي الأمني والحوار، لكي يتكامل تحصين الشباب داخل المؤسسات التعليمية من الأخطار التي تحدق بهم من جميع الجوانب. ولتحقيق هذا الهدف لا بد للقائمين على المدارس من مديرين ومعلمين ومرشدين تحمل هذه المسؤولية بكل أمانة وصدق وأن يكون لديهم معلومات كافية عن المشكلة وعن المبررات التي يضفي بها الإرهابيون الشرعية على أعمالهم الإجرامية، حتى لا نتفاجأ بين الحين والآخر بأن أناساً من أبنائنا وفلذات أكبادنا يكونون عوناً لأعدائنا، وشظايا في حلوقنا وسهاماً في نحورنا، تنادوا باسم الجهاد وتهادوا في المتالِف وأساؤوا للدين وأهله. إن الأحداث المريرة والوقائع الإرهابية الخطيرة التي تلاحقت شرورها وتتابعت فلولها تجعلنا نعيش زمناً عصيباً وأياماً مرعبةً، تستلزم منا أن تتآزر جهودنا نحن التربويين لتغيير هذه المفاهيم الخاطئة والمغلوطة لدى بعض هذه الناشئة، وهم قلة - ولله الحمد - وتعزيز الأمن الفكري وحب الوطن والانتماء له.. وهذا ليس بصعب علينا نحن رجال التربية والتعليم بشرط تضافر الجهود وتلاحم الصفوف، ولنقتدي بالجهود الأمنية التي حققت نجاحات كبيرة في سبيل القضاء على الإرهاب، وذلك بفضل وجود الإستراتيجية الواضحة التي صاغها ووضعها رجل الأمن الأول وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - وإذا كانت لجنة المناصحة وخلال فترة قصيرة من عملها استطاعت أن تغير مفاهيم مغلوطة لدى أكثر من (600) موقوف حتى الآن وإعادتهم إلى جادة الصواب، رغم ما يحملونه من أفكار ومعتقدات هدامة، أَلا نستطيع نحن رجال التربية والتعليم من تعزيز الأمن الفكري لدى طلابنا وتصحيح توجهاتهم والقضاء على بذرة الإرهاب وتجفيف منابعه وإغلاق منافذه، داخل معاقلنا التعليمية؟؛ فالواجب علينا نحن القائمين على التربية والتعليم من رسم الخطط ووضع البرامج واستغلال حصص النشاط في نشر الوعي الأمني بين فئات الطلاب، والتعريف بدورهم الكبير الذي يقوم به رجال الأمن البواسل في سبيل القضاء على الإرهاب، وبيان حقوق كبار العلماء وأهمية الأخذ والتلقي منهم، مع ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية وإشاعة روح المودة والإخوة والتعاون في المجتمع المدرسي والبعد عن التصنيف والتحزيب امتثالاً لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} وقوله عز وجل: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}. مع إبراز الفكر الوسطي بين الطلاب ونشر ثقافة الحوار بين المعلم والطالب والمجتمع المدرسي، وتدريس حسن التعامل مع الآخرين إلى جانب العبادات، وتعريف الطلاب بأهمية بلدهم وأنه قلب العالم الإسلامي ومصدر إشعاعه وجعلهم مفتخرين بدينهم وهويتهم الوطنية، حتى يتمكنوا من الحفاظ على مكتسباته ومدخراته.. وأنه لن يتحقق ذلك إلا في ظل وجود الأمن والتمسك بالدين، وغرس الحب والإخلاص في نفوس النشء لقادة هذه البلاد، الذين يسعون جاهدين لخدمة الدين الإسلامي وحرسوا جنبات التوحيد، وأقاموا شرع الله ومدوا رواق الشريعة، فجمع الله بهم الكلمة وقضى على أسباب الفرقة، وحفط بهم الأمن وقضوا على مظاهر الشرك وفتحوا منافذ الخير وناصروا قضايا العرب والمسلمين، وقربوا أهل العلم ومهدوا سبل المعرفة، وخدموا الحرمين الشريفين، فلنزرع في نفوس أبنائنا وجوب الالتفاف حول قادتهم وعلمائهم وزرع الشعور بالثقة بأن بلدهم هو مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومنه أشرقت الحضارة الإسلامية وأن دينهم هو دين التسامح والعفو والعدل والرحمة للبشرية جمعاء، خاصة في ظل هذه الهجمات الشرسة الإعلامية الصهيونية على الإسلام وإلصاق تهمة الفاشية به، والاتهام الباطل لمؤسساتنا التعليمة ومناهجنا بأنها مصدر الإرهاب، فالواجب علينا نحن رجال التربية والتعليم أن نكون كعادتنا رجال مواقف وأن نتلمس الأسباب ونبحث عن الدوافع ونصف الظاهرة ونضع الحلول ونطرح العلاج لنجتث هذه الظاهرة من أساسها ونقتلع الغراس من جذورها، وألا تكون جهودنا مبعثرة، إن التصدي الحاسم للأفكار الهدامة (الفكر الوافد) المؤدي إلى الانحراف الفكري ومن ثم الإرهاب يقتضي من وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تبني صياغة إستراتيجية وطنية لتعزيز الأمن الفكري داخل المدارس والجامعات عاجلة وبعيدة المدى بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنية والأمنية، والعمل على تنفيذها داخل المدارس حتى لا تكون أعمالنا مجرد اجتهادات وقتية عند وقوع الحدث فقد قيل (درهم وقاية خير من قنطار علاج) ولنا في توجيه سمو وزير الداخلية في هذا الجانب، وهو يقول في معرض رده على سؤال لجريدة الرياض يوم الخميس الموافق 12 جمادى الأولى 1427هـ العدد (13863) عن دور مؤسسات المجتمع في محاربة الإرهاب أجاب - حفظه الله - (إننا مؤمنون إيماماً كاملاً بدور المؤسسات وسبق أن قلت في عدة مناسبات بأن الأمن الفكري هو المطلوب ويجب أن ننظف الأفكار من المفهوم الخاطئ ولذلك نُعلِّقُ على مؤسساتنا الشرعية والاجتماعية والعلمية بأنها تعطي هذا الجانب الاهتمام الكبير ولكن حب أن أقول إنه للأسف إلى الآن وهذا الجانب لم يواكب الجهود التي يبذلها رجال الأمن). حقاً سمو الأمير لم نصل حتى الآن إلى ما وصلت إليه الجهود الأمنية فجهود رجال الأمن البواسل قد أصبحت محل احترام وتقدير العالم بأسره، وسوف نسير نحن رجال التربية والتعليم على هذه الخطى وفق توجيهكم الكريم حتى نصل إن شاء الله إلى القضاء على هذه الآفة والفئة الباغية و(العقول المفخخة)، عن طريق تحصين عقول الناشئة وحراستها ببناء سياج أمني فكري واقٍ، حتى يكون لدينا جيل معطاء يساهم في البناء والتنمية ويكمل مسيرة السلف الصالح ويفصح عن أهداف دينه الحنيف السمح، ويكون درعاً واقياً في وجه أعداء هذه الأمة متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

* باحث وأكاديمي في مجال الأمن الفكري ومكافحة الإرهاب

hdla-m@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved