| |
المواطنون والمقيمون رجال أمن د. عبد الله بن سليمان العمار(*)
|
|
الأمن عماد الاستقرار للفرد والمجتمع وقاعدة التقدُّم والازدهار في المجتمعات، ويُعَد الأمن والأمان الذي نعيشه بفضل الله منجزاً حضارياً، وهو أحد وأهم منجزات حكومتنا الرشيدة - حماها الله - ولقد أطلق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - رجل الأمن الأول، بأنّ كلَّ مواطن غيور على وطنه ومقيم هو رجل أمن، وهذا يحتِّم تعاون المواطن والمقيم مع الجهات الأمنية للقضاء على عبث العابثين بأمن وأمان المجتمع، وإحساس أفراد المجتمع بكامله بأنّ الوطن موطن الجميع. إنّ المطالع للصحف المحلية والمتابع لحملات التطهير المكثَّفة التي تقوم بها الجهات الأمنية بين الحين والآخر في داخل بعض الأحياء على العمالة الوافدة، والتي تقوم بأعمال منكرة تخالف به النظام وتكسر القانون، ليجد العجب من تجرّؤ هذه الشرذمة على نشر الرذيلة والفساد في مجتمع الأمن والأمان من أعمال تتعلّق بتزوير مستندات وصناعة مسكر وترويج أفلام خليعة، وتمرير مكالمات وممارسة القمار وأعمال الشعوذة وغيرها من الأفعال المشينة التي يندى لها الجبين، وتشمئز منها النفوس، ولا تقرّها العقول، فهذه الفئة من العمالة الوافدة التي قدمت للمملكة والتي تُمثِّل حثالة مجتمعاتها، فشلت في مجتمعاتها فوجدت في مجتمعنا الطيِّب الطاهر أرضاً خصبة لنشر الفساد والإفساد بين أفراد المجتمع، من أجل حفنة من المال، حيث لا يردعها رادع الدين أو النظام، وقد قيل إنّ مَن أمِن العقوبة أساء الأدب، ولكن مع الأسف الشديد نجد أنّ الذي سهَّل لهذه العمالة الوافدة القيام بهذه الأعمال المشينة، فئة من ضعاف النفوس في مجتمعنا، وإلاّ لما استجرأ هذا الوافد على التفكير بأن يقوم بأي عمل من هذه الأعمال حين يجد الحزم، سواء من كفيله الذي استقدمه وترك له الحبل على الغارب مقابل مبلغ يستلمه من هذا العامل في نهاية كلِّ شهر دون مراقبة أو محاسبة له، أو سؤاله أين يعمل وكيف حصل على هذا المال؟ أو من مالك العقار الذي اكتفى باستلام مبلغ الإيجار من السكن الذي أجَّره دون متابعة لمن يسكن في عقاره، أو للجار الذي لم يكلِّف نفسه عناء البحث والسؤال عمن يجاوره وإبلاغ الجهات الأمنية حينما يشك في أمره. لذا توجب على كلِّ مواطن غيور على وطنه، أن يقف موقف حزم وشدة مع هذه العمالة، بعيداً عن الطيبة البلهاء وحسن النية التي نهايتها تكون جرائم متعدِّدة ومتكررة يكون المواطن طرفاً فيها بقصد أو بدون قصد. وكما أنّنا نعيش في عصر التقنية والمعلومات، حيث تُعَد المملكة من الدول السبّاقة في استخدام التقنية الحديثة في مجال الأمن، ولعلَّ قيام الجهات الأمنية ذات العلاقة، بسرعة تطبيق نظام بصمة اليد والعين على العمالة الوافدة، سوف يكون سدّاً منيعاً يمنع تكرار عودة العمالة المخالفة والمبعَدة من العودة للمملكة مرة أخرى، فكثيرٌ من العمالة التي يتم استبعادها بعد انتهاء فترة العقوبة، تعود مرة أخرى للمملكة بجوازات أخرى، فهي ترى أنّ عملها في المملكة هو طريق للثراء السريع .. إنّ تبنِّي الجهات الأمنية نظاماً للحوافز المادية أو المعنوية للمواطن والمقيم حين الإبلاغ عن أي عامل سواء القادم بتأشيرة زيارة عمرة وقام بالعمل، أو العامل الذي يشتبه في قيامه بأعمال مخلّة بالأمن وبالنظام، سيزيد من تعاون المواطن والمقيم مع الجهات الأمنية، وسيحكم القبضة على العمالة الوافدة والمخالفة ويقلِّص من نشاطها وانتشارها، إضافة إلى ذلك لا بدَّ من التشهير بالعامل المخالف للنظام في وسائل الإعلام بمخلتف صورها وأشكالها، ليكون عبرة لغيره من الإقدام على مثل هذه الأعمال المشينة، كما لا يسعنا إلاّ أن نثني على جهود جميع الأجهزة الأمنية في بلادنا على إنجازاتها المتحقّقة، ومطالبتها ببذل المزيد من الجهد والعمل للارتقاء بأمن وأمان مجتمعنا عالياً، بعيداً عن عبث العابثين وكيد الكائدين وحقد الحاقدين .. والله ولي التوفيق.
* المشروع السعودي لتبادل المعلومات إلكترونياً
aammar@saudiedi.com |
|
|
| |
|