مَنْ جلب العار لأمريكا؟!
فهد الحوشاني

قالت أم الجندي الذي حُكِمَ عليه بالسجن عشر سنوات كعقوبة له على جريمته بحق السجناء في (أبوغريب): إن بوش ورامسفيلد هما مَنْ جلبا العار لأمريكا وليس ابنها! هذا رأي سيدة أمريكية صرحت به بعد خروجها من المحاكمة التي أُدين بها ابنها الذي أكد أنه كان ينفذ الأوامر! اللافت للنظر هو أنه غالباً ما يتم اختزال جرائم الجيش الأمريكي في العراق بشخص واحد تتم محاكمته باحتفالية إعلامية عالمية وبهذا يكون الجيش الأمريكي قد تخلص من (الشخص) الذي كاد يمرغ سمعته بالتراب! وسبب ذلك أن الإعلام الأمريكي المصاحب لغزو العراق ينجح حتى الآن في تحريك عدسات الكاميرات إلى زوايا معينة من الأحداث لأنه الوحيد الذي يلعب بالساحة بعد أن منع وكالات الأنباء العالمية من أن تمارس مهمتها في كثير من المواقع الساخنة ورغم ذلك فهناك بعض الصور التي تفلت من الرقابة لتصل للرأي العام العالمي الذي بدأ يرفع صوته مطالباً الرئيس الأمريكي إغلاق معتقل قوانتانامو وبالتحقيق في موضوع السجون السرية! والمتابع يجد أن هناك انتقائية في الإعلان عن الجرائم التي يمكن إشغال الرأي العام العالمي بها وإلا ما معنى إظهار جريمة فردية مع أن هناك جرائم شنيعة تحدث باستمرار حتى يومنا هذا منتهكة الاتفاقيات الدولية! فقصف المنازل والمدن بالطائرات والقتل الجماعي وإطلاق النار على سيارات الإسعاف ومنعها من نقل المصابين والإجهاز على الجرحى في المساجد وتهديم المواقع الآثرية وإتلاف أشجار النخيل كل تلك جرائم محرمة دولية وحتى الآن لم تتم إثارتها إعلامياً ولو تم ذلك فسيتم اختزالها بجندي تتم معاقبته بتنزيل رتبته العسكرية والحكم عليه بالسجن لعدة سنوات حكماً قابلاً للاستئناف كما حصل مع صاحب (أبوغريب) الذي حُكم عليه حكماً ربما لن يتم تطبيقه لأن ذلك الجندي يشفع له أنه أولاً: لم يفعل ما فعل تجاه أحد من أبناء شعبه، وثانياً: لأنه فعل ذلك وهو منهمك بالدفاع عن الحرية والديموقراطية في العراق! خارج العراق وفي فلسطين بالتحديد لا يزال التأييد المطلق للجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني يعزز فكرة أن الساساة الأمريكان يسيئون لصورة أمريكا في الخارج ويجلبون لها العار وهذا ما انعكس على مشاعر الشعب الأمريكي الذي عارض سياسة حكومته في كثير من قراراتها! بالتأكيد أن هناك مَنْ جلب العار لأمريكا وتؤكد ذلك التقارير التي تقول إنَّ كثيراً من الأمريكان عندما يسافرون يقدمون أنفسهم للآخرين على أنهم كنديون! لقد بدأ الأمريكان يشعرون بالعار الذي ألحقته بهم سياسة حكومتهم كما قالت الأم الأمريكية!