Al Jazirah NewsPaper Monday  13/11/2006G Issue 12464الرأيالأثنين 22 شوال 1427 هـ  13 نوفمبر2006 م   العدد  12464
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

دوليات

متابعة

منوعـات

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الواحات العلمية وحاضنات التقنية
وواحات الأعمال وشروط النجاح؟
د. إبراهيم الحماد - كلية الهندسة - جامعة الملك سعود

في نهاية العام الدراسي الجامعي الماضي، كان هنالك معرض مصاحب للاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس جامعة الملك سعود بمقر الجامعة؛ وفي إحدى زوايا المعرض البارزة مخطط كبير للجامعة يبين فيه تقسيم مساحة الجامعة إلى أربع مناطق كبيرة وهي: المنطقة الشمالية محددة بمشروع (كسب)، المنطقة الجنوبية محددة بالحرم الجامعي الحالي وسكن أعضاء هيئة التدريس، المنطقة الشرقية والمحددة بالمدينة الجامعية للبنات، والمنطقة الغربية محددة بمنطقة الخدمات المركزية والمساندة مثل ورش الصيانة ومحطة معالجة المياه؛ والغلايات والتوربينات لتغذية أجهزة التكييف والتبريد والتدفئة لمباني الجامعة الأكاديمية والدفاع المدني، ومشروع (كسب) هو مسمى لمشروع واحة الملك سعود العلمية؛ وكلمة(كسب) في مختصر لاسم المشروع باللغة الانجليزية King Saud University Science Park)) وفي منشور مشروع (كسب) الصادر من جامعة الملك سعود وصف معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الفيصل المشروع بأنه (إحدى المبادرات التي تسعى الجامعة من خلاله إلى توفير بيئة ومناخ محفز للتطوير والإبداع في كافة فروع العلم والمعرفة من منطلق تطبيقي..)، ولمزيد من البيانات والمعلومات الأولية عن (كسب) أشير إلى موقع المشروع على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) ضمن موقع بوابة جامعة الملك سعود.. وحالياً، تشرف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على واد تقني لدعم صناعة الغاز والبترول بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية، سيكون تأسيس الحاضنة خطوة مكملة لصناعة عريقة وقائمة بالمملكة.
وحديثا نشرت الصحف المحلية أخبارا عن إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الواعدة بين جدة ورابغ التي تشرف على تنفيذها شركة أرامكو السعودية التي ستخصص لدعم خدمات ومنشآت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية من خلال الأبحاث والدراسات، كما بدأ العمل بتنفيذ مركز الملك عبدالله المالي شمال مدينة الرياض الذي سيكون ضمن منشآته مركز حاضنات التقنية ستدعم تقنية وصناعة القطاع المالي كما ورد في الأخبار المحلية.
سيكون مشروع (كسب) أعلاه بإذن الله مركزا لحاضنات التقنية والاعمال business Ineubator) )تجسد الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهذا ما أسميه بالسهل الممتنع، كما سيتبين لاحقا ذلك أن فكرة وتطبيق إنشاء حاضنات الأعمال مطبقة بعدة دول متقدمة، وبغرض التعريف بالفكرة تأريخياً سأتناول تجربة دول رائدة في هذا المجال أتيح لي الفرصة بالاطلاع عليها عن كثب هي مركز الحاضنات أوتانمي Otaniemi في مدينة هلسنكي بدولة فنلندا، ومقرها مجاور للمكتب الرئيس لشركة نوكيا الفنلندية الشهيرة في مجال صناعة الجوالات والاتصالات وتقنية المعلومات التي تقدر مبيعاتها الخارجية بثلث صادرات فنلندا!! إن الغرض من تأسيس مركز الحاضنات (أوتانمي) هو دعم إنشاء صناعات مكملة ومساندة لصناعة الاتصالات، فضلا عن إيجاد فرص وظيفية للمواطنين. إن نموذج إنشاء وعمل الحاضنات يستند على ثلاث ركائز أساسية مترابطة لمنشآت قائمة وقريبة من بعضها البعض، وهذه هي: وجود مساندة إدارية وإشراف من قبل مركز الحاضنات على المنشآت المستجدة، وجود مركز للأعمال يؤسس الرعاية والاتصالات بين المنشآت الجديدة والزبائن، ووجود كليات تقوم بالبحث والدراسة (كالجامعة التقنية) وتوفر الموارد البشرة المؤهلة لبدء الأعمال ودعمها بالمساندة التقنية.
هنالك 4 مراحل لحضانة المنشآت المستجدة من قبل مركز (أوتانمي)، تتراوح الفترة الزمنية لكل المراحل بين سنة ونصف حتى ثلاث سنوات وفق سير نشاطها. وهذه المراحل هي:
1 - تقديم خدمة دراسة جدوى تطبيق الفكرة وخطة العمل (Business Plan )وتتراوح الفترة الزمنية لإنجاز ذلك حوالي 1 - 3 شهور.
2 - تقديم خدمة ما قبل الحضانة مثل توفير التمويل، والمكاتب والموارد البشرية، وتتراوح الفترة الزمنية لذلك 1 - 3 شهور.
3 - تقديم خدمة مرحلة الحضانة المبكرة في تقديم الخدمات المنشآت المستحدثة، وتتراوح الفترة الزمنية لذلك من 12 - 18 شهرا.
4 - تقديم خدمة مرحلة الحضانة النهائية وهي استقرار المنشأة من حيث توافر الزبائن والتوسع في المبيعات، وتتراوح الفترة الزمنية لذلك من 6 - 12 شهرا. تتم المراحل أعلاه بإشراف ومراقبة ومساندة مركز أوتونامي حتى تصبح المنشأة المستجدة في وضع مادي وإداري مستقل يتيح لها الخروج من رعاية المركز والخروج من مكاتب المركز والانتقال إلى المباني التجارية لمزاولة العمل باستقلالية في السوق، وهذا الوصف ينطبق على مشروع (كسب) عندما نطلع إلى أهدافه التطويرية في منشور (كسب) الذي يشير إليها، تطوير التقنيات والصناعات، تطوير منتجات الأعمال، تطوير الخدمات ومجالاتها.
ومن المناسب أن أبيّن هنا أن هنالك بونا شاسعا بين حاضنات التقنية والأعمال (business and Tech)nology Incubators) )وواحات العلوم (Science Park) )أو واحات الأعمال (Business Park) حيث تهدف واحة العلوم إلى تعميق المعارف العلمية من خلال تمثيل الأفكار العلمية على شكل الآلات وعروض وأشكال مثيرة وعملية كأمثلة لتطبيق نظريات رياضية وفيزيائية وهندسية ميكانيكية وكهربائية، ومثال ذلك واحة العلوم المتواضعة بالحي الدبلوماسي، وواحة الأمير سلمان الواعدة وهي قيد التنفيذ ومقرها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمدينة الرياض، وواحة الأمير سلطان العلمية بمدينة الخبر بالمنطقة الشرقية وواحة العلوم بمدينة جدة، أما واحات الأعمال ومنها مشروع قيد التنفيذ بالحي الدبلوماسي وهو مشروع مبنى استثماري تجاري بإشراف هيئة تطوير مدينة الرياض لصالح جمعية خيرية وهي جمعية الأطفال المعوقين؛ يقصد به مركزا لمكاتب شركات أو مكاتب خدمات متكاملة تعلم بقطاع واحد وهي مثيلة بفكرة مبنى مركز الاتصالات بطريق الملك فهد. وفي الدول الصناعية الغربية يشار إلى واحة الأعمال لمنطقة تجمع لكثير من المصانع والمنشآت الخدماتية وهي أقرب ما تكون مزيجا من المنطقة الصناعية الثانية بمدينة الرياض ومكاتب استشارية صناعية وخدماتية ذات علاقة بطبيعة المنتجات الصناعية.إن السؤال المهم والكبير الذي يطرح نفسه على المستوى الوطني السعودي هو عند الاطلاع على التجربة الفنلندية ومثيلاتها من الدول الأخرى في مجال حاضنات التقنية وواحات العلوم ما الذي يمكن تعلمه من هذه التجارب بهدف توطينها أو تكييفها أو تطبيقها لبيئة عمل وسوق المملكة العربية السعودية؟ وهذا سؤال كبير ومهمته شاقة تتطلب مسايرة استراتيجية المملكة في التنمية ممثلة خطة التنمية السابعة الحالية، فضلا عما تضعه من سياسات وخطط في مجال استخدام وتوطين التقنيات وتنويع مصادر الدخل. إن لوطننا الغالي الذي يسعى للحاق بركاب الدول المتقدمة قدر المستطاع تجارب ناجحة في عدة قطاعات أقتصادية، وعلى سبيل المثال نرى نماذج لنجاح مشاريع مثل شركة سابك، شركة الاتصالات، شركة أرامكو السعودية، الخطوط السعودية الجوية وصناديق التمويل وغيرها، وإذا كانت هنالك مشاريع تنموية ناجحة، فلا بالفشل مثل بعض شركات التوازن الاقتصادي وكثير من الشركات المساهمة المتعثرة التي يعزى فشلها إلى قصور بالفكرة، أو عدم القيام بعمل دراسات أولية كافية أو عمل دراسات مغلوطة أو هنالك خطأ في التطبيق أو لاختلاف بيئة العمل ومستوى التقنية والاطار القانوني لها؛ وهذا من طبائع الأمور ويحدث في دول أخرى أيضاً، والعيب هنا ليس في الفشل بنقل تجارب الآخرين والبناء عليها إنما في عدم التعلم من الفشل وتداركه في البناء عليه للنجاح في المرة القادمة، وقد تم ذلك في عدد من الحالات أسوة بالأمم الأخرى ولا يسع المجال لذكرها.وبذلك تشهد المملكة العربية السعودية مرحلة تنموية انتقالية أخرى من خلال التخطيط والتنفيذ لمثل المشاريع العلمية والعملية المذكورة أعلاه، وأخشى على الفشل في تحقيق أهدافها ما لم تكن هنالك مهارات فذة وقدرات غير عادية تتمثل في اختيار القائد الإداري للإشراف على تلك المراكز وصياغة نظام خاص بالمركز كشخصية اعتبارية، وإعطاء المشرف على المشروع صلاحيات إدارية ومالية واسعة ليتمكن من تنفيذ مهامه بأسلوب إداري مرن وغير روتيني يستطيع من خلالها إنجاز مثل هذه المشاريع بنجاح بإذن الله.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved