سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة..
الأستاذ خالد المالك - حفظه الله -..
تعقيباً على مقالة الأخ عبدالعزيز بن صالح الدباسي، والتي كانت بعنوان (دعوة لرجال أعمال بريدة) وذلك في العدد 12453 يوم الخميس بتاريخ 11-10-1427هـ.
بادئ ذي بدء لا عجب ولا غرابة من مطالبة الأخ الكريم عبدالعزيز لرجال الأعمال من بريدة سواء المقيم منهم فيها أو خارجها، لأن هذا يعد من الوفاء لمدينتهم أو كما يسميها البعض وأنا منهم (الأميمة).. فمن ينسى بريدة؟
يسأل سائل: هل حب الوطن ورد في كتاب الله أو سنة رسوله؟
جواباً على مثل هذا التساؤل يكفينا شاهد واحد من كتاب الله عز وجل، وهو قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ}.. فقرن الله عز وجل الجلاء عن الوطن بالقتل!!
إن حب الوطن من كمال مروءة الرجل أو كما قيل.
وقيل لأعرابي: ما الغبطة؟ قال: الكفاية ولزوم الأوطان والجلوس مع الإخوان.
ووطننا الكبير نحبه بلا استثناء ومن وطننا مدينتنا الغالية (بريدة) بما تحويه من أحياء متفرقة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وما تحتضنه من قرى ومزارع (الخبوب) التي قال عنها الرحالة باركلي رونكيير: (ونشرف على الخبوب التي تطوق بريدة كالقلادة، قلادة من الزمرد في خيط من الذهب لبدوية القصيم).
إنني أضم صوتي لصوت الأخ عبدالعزيز مناشداً تجار بريدة وغير بريدة ليقيموا المشاريع الجبارة الصناعية منها والتجارية والزراعية في زهرة نجد (بريدة) ولم لا؟ وهي كما أسلفت (الأميمة) لكل قصيمي.
إن وفاء الرجال لبلدانهم وخصوصاً أهل اليسار والغنى لدليل على طيب معدنهم وكرم نفوسهم، ولنا في بعض رجال الأعمال في بلدنا الغالي أمثلة واضحة على هذا الوفاء نحو قرى أو بلدان صغيرة ينتمون لها فكيف بمن ينتمي لمدينة النصف مليون نسمة وعاصمة منطقة القصيم الخضراء هناك الكثير من تجار المملكة من ينتمي لبريدة مدينة، وهناك تجار ورجال أعمال ينتمون لخبوبها وقراها، مثل خب البريدي والقصيعة واللسيب والمريدسية وحويلان والبصر والدعيسة وخضيراء والصباخ والقويع والغماس والمنسي وغيرها من هذه القرى الوادعة في زهرة نجد وقاعدة القصيم (بريدة).
إن جملة قالها المرحوم (فهد المبارك) رحمه الله سارت بها الركبان وحفظها الآلاف من أبناء القصيم عموماً وبريدة على وجه الخصوص، وهي (يحول اللي ماله بريدة)، أي مسكين اللي ماله مدينة مثل بريدة وهذا رأيه الخاص، وأين قالها؟ قالها في لبنان عندما كان يسمى سويسرا الشرق.
وهذا لاشك من شدة الشوق لبريدة وأنا اعتبر ذلك وفاء منه.
إننا نهيب برجال الأعمال تلبية دعوة أخينا الكريم، فالمدينة نمت نمواً مطرداً وتوسعت توسعاً شاسعاً وأصبحت بفضل الله ثم بفضل اهتمام ولاة الأمر رابع أو خامس مدينة في مملكتنا الغالية من حيث عدد السكان والنشاط التجاري.
أما أنا فينطبق عليّ قول الشاعر:
لا خيل تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
فلست من رجال الأعمال ولكن لها مني ترديد هذه الأبيات كلما غادرتها: