| |
حادثة وحديث وصارت للتمور عاصمة عبيد بن عساف الطوياوي(*)
|
|
بالشكر تدوم النعم، بل تزيد وتكثر، يقول تبارك وتعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، فاللهم إنا نسألك شكر نعمتك، ففي موسم التمور الماضي القريب، رأينا ما قامت به جزيرتنا الغراء مشكورة، حيث خصصت صفحة يومية، تتابع من خلالها ما يحدث في عاصمة التمور مدينة بريدة، تنقل لنا صوراً مما في ذلك السوق الكبير، وما في جنباته من أفخم وأفضل وأجود أنواع التمور، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه، والدقل هو رديء التمر كما قاله النووي رحمه الله. ومما لا شك فيه أن هذه النعمة، تستوجب الشكر، وتستحق الحمد، حيث صار للتمور عاصمة، في هذه البلاد الطاهرة المباركة، في ظل هذه الحكومة الراشدة، فقد عاش الآباء والأجداد، قبل توحيد البلاد، مجاعة لا يعلم بمعاناتهم لها إلا الله عز وجل، فقد بلغت بهم إلى درجة أكل جلد الميتة، وطهي نوى التمر، وقد ذكر لي والدي - رحمه الله - وهو من مواليد 1311هـ وهو يتحدث عن ما منَّ به الله عز وجل علينا من النعم الكثيرة في ظل هذه الأسرة المباركة، يذكر أنه في زمن ليس بالبعيد كان أحدهم يخرجه الجوع ليبحث عن أي شيء ليأكله، فخرج أحدهم ودخل مزرعة له وفيها عدد قليل من النخيل، فصار يبحث في جنباتها عله يجد تمرة نسيت، أو توارت عن أنظار الناس، والتمرة بالجائع تعمل عملها، فقد غزا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وليس معهم إلا جراب من تمر، يقول الصحابي راوي الحادثة: كان أحدنا يمص التمرة ثم يعيدها، فتكفيه يومه، وهذا من مميزات تلك الشجرة المباركة وثمرها، فرأى ذلك المسكين تمرة في أعلى نخلة متعلقة في شوكة، ففرح بها لعلها تسد جزءاً يسيراً من جوعه، فتسلق النخلة، حتى وصل فرعها، فتناول التمرة فوجدها مجرد قشر فارغ، تعلق في تلك الشوكة فنزل وقد زاد جوعه يأساً بأن لا شيء يأكله. فيجدر بنا بل بكل فرد من أبناء هذه المملكة المباركة الطاهرة، أن يقر بنعم الله عز وجل، وأن يعترف بفضله وإحسانه، وأن يشكره سبحانه على ما منَّ به عليه من نعم، وما دفع عنه من نقم، ولا يشكر الله من لا يشكر الناس، حيث من واجبه أيضا أن يرفع يديه بالدعاء الصادق، سائلاً المولى عز وجل لولاة أمرنا في هذه البلاد بالحفظ والرعاية والعناية والتوفيق والسداد، ولكل مدينة من مدن مملكتنا الحبيبة بدوام الخيرات وكثرة النعم، وما بريدة إلا لؤلؤة في عقد نسأل الله دوام خيراته وكثرة بركاته.
(*) حائل، ص ب 3998
|
|
|
| |
|