نبض المداد
جائزة جلاجل دلائل ومعانٍ
أحمد بن محمد الجردان

حديثي اليوم عن الإبداع والعطاء والتميز، وهو حديث يجب أن نردده ونطرحه ونعمل به؛ لأن ديننا الحنيف دين التميز والعطاء والإبداع، بل أمرنا أن نتقن كل ما نقوم به من عمل، وأن نبذل كل ما يمكن من بذل وعطاء لمزيد من الرقي ومزيد من التقدم، ونحن في المملكة العربية السعودية ولاة أمرنا - وفقهم الله - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز - أيدهما الله - قدوة في ذلك فلهم قصب السبق في ذلك المضمار الخير - ولله الحمد والمنة - ومن بعدهم يأتي الوجهاء والتجار وغيرهم كل على حسب قدراته التي وهبها الله له.
كما تعلمون جميعا الشيء بالشيء يذكر فمن مناسبات العطاء والنماء والتكريم والتميز كنت مساء الأربعاء قبل الماضي في احتفالية جميلة تعطرت بنسائم سدير العليلة حيث كنت ممن عاشوا لحظات تعانق فيها الوفاء مع العطاء والبذل مع السخاء والإنجاز مع التكريم، والتكريم مع التقدير، حيث استمتعنا في تلك الليلة بحفل جائزة جلاجل للتميز التي يرعاها -بعد رعاية الله- وتوفيقه وتسديده ابن جلاجل البار الشيخ عبدالعزيز بن علي الشويعر الذي من ماله الخاص تكفل بها وبكل ما تحتاج إليه.
الحقيقة أنني سعدت بهذه المناسبة لعدة أمور منها أنها جاءت لتقول بلسان الحال للمتميزين والمتميزات من أبناء وبنات جلاجل: إن تميزكم محل التقدير والاعتزاز، وتقول أيضا لمن لم يتميز: مازال الطريق أمامك لتنال التكريم في هذه الجائزة، ومما سعدت به تلك الأريحية وذلك النكران للذات من قبل راعي الجائزة الشيخ عبدالعزيز الشويعر حيث لم يسجل هذه الجائزة باسمه بل جعلها من منطلق وفائه وعطائه لمسقط رأسه باسم جلاجل كلها وفاء منه وهذا ليس بجديد على هذا الرجل، فكم وكم في جلاجل وغيرها من عطاءات قدمها ولم يسجلها باسمه، ومما أسعد النفس في تلك الليلة الرائعة أن جلاجل خصوصا وسدير عموما زاخرة بشعراء وشاعرات طرزوا جميعا تلك الليلة ببديع شعرهم ورائع شعورهم، ومما أسعد النفس أن جلاجل أيضاً زاخرة بسواعد العطاء لحاضر زاهر ومستقبل واعد حيث شاهدنا من أبنائها كوكبة متفانية أبت إلا أن تسجل تلك الليلة في سجل التميز وعالم المتميزين، ومما أسعدني أيضا ذلك الحضور الرائع جداً الذي احتشد في تلك الصالة الجديدة والأنيقة التي هي من عطاءات راعي الجائزة الشيخ الشويعر حيث تم الانتهاء من بنائها قبل شهر من الآن تقريباً.
مما لا شك فيه أن هذه الجائزة وضعت للتميز وكم بودي ان تتميز أكثر فأكثر وذلك من خلال عدة مقترحات أراها لو نفذت أنها ستزيد من تميزها، ومن ذلك أن يقام حفل التميز كل عام بدلا من كل عامين، وأن تشمل الجائزة كافة مناحي الحياة فيؤخذ المتميز في حفظ كتاب الله وكذلك المتميزة في ذلك، كما يؤخذ الأم المتميزة والأب المتميز، والموظف المتميز، والموظفة المتميزة وإمام المسجد المتميز ومؤذن المسجد المتميز، والتاجر المتميز، والمزارع المتميز، والرياضي المتميز، وهكذا، كما أقترح أن يقام حفل نسائي يحتفى فيه بالمتميزات فلهن الحق في أن يفرحن بذلك التميز؛ لأنني أرى لو أن كل متميزة رأت لحظة قطاف تميزها أمام الحشود الحاضرة لكان ذلك أدعى لبذلها المزيد من الجهد مما يثمر مزيدا من التميز ولكان الحافز لديها أكبر من أن تستلم الجائزة وهي بين أمها وأخواتها وربما في غرفتها لوحدها، لذا أرى أهمية إقامة حفل نسائي خاص بالجائزة وخصوصا أن في جلاجل كوادر نسائية تربوية قادرة -بعد توفيق الله- على النجاح.
الحديث ذو شجون كما يقال والمساحة المتاحة لا تسمح بالمزيد من الحديث عن هذه الجائزة غير أنني أشدد على أهمية انتشار مثل هذه الجوائز في كل مدن وقرى مملكتنا الغالية، فطرح الميسورين من أمثال الشويعر وغيره هو شكر عملي منهم لله -جل وعلا- على ما تفضل به عليهم من خير، كما أنه مساهمة منهم في التحفيز لمزيد من العطاء والنماء الذي سيسهم بالتالي - بإذن الله - في تطور بلادنا، ولنا في رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - للموهوبين الأسوة الحسنة.
ومن ثمرات هذا النوع من الجوائز أن من بذل ماله فيها محتسبا فهو - بإذن الله - على خير؛ فهؤلاء المتميزون والمتميزات لهم جهود خيرة سيجدون أجرها في ميزان حسناتهم - بإذن الله - وستصب هذه الأجور في ميزان كل من علمهم وشجعهم عبر هذا النوع من الجوائز.
أسأل الله أن يجزي كل من أنفق من ماله أو بذل جاهه أو سعى بجهده لإيجاد هذا النوع من الجوائز ومن ثم قيامها خير الجزاء في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.