| |
رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عتيقة مؤكداً: نستثمر الستر قدر الإمكان وبخاصة في القضايا التي لم تصل إلى الحدود
|
|
* حاوره -: عماد بن عبدالرحمن العتيبي: بين الشيخ محمد بن عبدالعزيز الصرامي رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عتيقة أن التعامل مع الشباب المراهق أمر مهم جدا وخطير، وقال يجب علينا إزالة الحاجز بيننا وبين هذه الفئة المهمة جدا في مجال عملنا باستخدام الحكمة والنصيحة الطيبة واختيار الأسلوب المناسب والأمثل للنصح والإرشاد. وأكد في حواره الخاص لنا أن الحرية في الإسلام مضبوطة بضوابط الشرع، مشيراً إلى أنها لا تعني أن يتعدى الإنسان على أعراض الآخرين أو أموالهم بحجة الحرية الشخصية، فهذا غير صحيح ولا يقره الإسلام. ذلك جزء من حوارنا مع فضيلته نترككم لمتابعته في الأسطر القادمة.. السيرة الذاتية هل بالإمكان تعريفنا بنفسك من خلال جولة تأريخية في حياتك؟ الاسم: محمد بن عبدالعزيز محمد الصرامي من مواليد عام 1388هـ (الخرج) التحقت بجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عام 1408هـ، عملت في بداية التحاقي بالهيئة عضواً في عدد من مراكز الهيئة بالرياض وسنوات الخدمة في الهيئة (18) ثمانية عشر عاماً.ولقد كلّفت برئاسة عدد من مراكز هيئة مدينة الرياض وهي مراكز (العزيزية، الصناعية، الديرة، المربع، الفواز) وحالياً رئيساً لمركز هيئة عتيقة. الحاجة للهيئة * ما حاجة المجتمع لنشاط رجال الهيئة؟ لاشك أن المجتمع بحاجة ماسة لنشاط رجال الهيئة وبخاصة في مثل هذه الأزمنة التي تعج بالمنكرات وهم يمثلون سفينة النجاة لهذه الأمة. * بعض المواقف التي ما زالت عالقة بالذاكرة؟ المواقف كثيرة ولكن الذي لا يزال عالقاً في ذهني موقف ذلك الشاب الذي تم ضبطه في أحد الأماكن العامة عندما قام بإركاب فتاة لا تمت له بأي صلة شرعية واتخذ بحقه الإجراء اللازم، واللافت في الأمر أنه تم ضبط قضية أخرى في يوم آخر لفتاة، وعندما طلب منها الاتصال على ولي أمرها كانت الصدمة لنا ولذلك الشاب الذي حضر لمركز الهيئة لاستلام أخته التي ضبطت في قضية أخلاقية، حيث تبين أنه الشاب نفسه الذي ضبط في القضية الأولى مع فتاة أخرى، وكما تدين تدان. وأذكر قضية أخرى ما زالت عالقة في ذاكرتي وهي قضية ذلك الشاب الذي أدمن المخدرات وأصبح لا يستطيع المقاومة ضد تلك السموم وخسر كل أمواله في سبيل الحصول على هذه الآفة الخطيرة حتى تطور الأمر إلى تقديم أخته لمروّج هذه السموم في سبيل الحصول على المخدرات. الشعيرة ربانية * ما هو المنطلق الذي تنطلق منه شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ المنطلق الذي تنطلق منه شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، حيث جاء في كتاب الله تعالى آيات تحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها قوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)، وقوله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وقوله النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). * ما مقياس الحرية في الإسلام؟ الحرية في الإسلام مضبوطة بضوابط الشرع ويعني ذلك ألا يتعدى الإنسان على أعراض الآخرين أو أموالهم بحجة الحرية الشخصية؛ فهذا غير صحيح ولا يقره الإسلام. * ما نصيحتك لمستخدمي الإنترنت في مجالات الدردشة والتعارف وتبادل المواد المخلة؟ نصيحتي لهؤلاء الشباب من الجنسين، أقول لهم إن استخدم الإنترنت في هذه المجالات تفسد دينه وعقله وأخلاقه ويعيش صراعاً نفسياً رهيباً جداً، ويجب علينا ألا نحقق لبعض من أوصل هذه التقنية لنا أهدافهم ومآربهم، وكما أقول لهم ينبغي لنا أن نستغل مثل هذه التقنية الحديثة الاستغلال الأمثل الصحيح وأن ننشر مبادئ وأخلاق ديننا الحنيف. ظواهر شاذة * ما هي أبرز ظواهر المخالفات؟ هي مع الأسف الشديد كثيرة منها: 1- التخلف عن الصلاة ومزاولة العمل أثناءها. 2- المعاكسات ومضايقات النساء والتحرش بهن في الأسواق والشوارع العامة وعند مدارسهن. 3- تبرج وسفور النساء والفتيات بشتى أنواعه. 4- رفع صوت الأغاني ووضع القصات الغربية ولبس الملابس غير اللائقة بين الشباب، وكذلك انتشر في السنوات الأخيرة ظاهرة ما يسمى بعيد الحب بين الشباب والفتيات. 5- بعض القضايا التي تحتاج إلى التحري والمتابعة مثل القضايا الأخلاقية وتصنيع الخمور وترويجها وترويج المخدرات وغيرها. * ما الآلية التي اتبعتموها في علاج ذلك؟ كل بحسبه فهناك بعض القضايا يتم إحالتها إلى الجهات المعنية، في حين تعالج معظم المخالفات في الميدان بالمناصحة والتوجيه وأحياناً قد يستدعي الأمر استدعاء المخالف إلى المركز واتخاذ الإجراء اللازم معه بعد المناصحة والتوجيه، ولا يخلو أي مركز من مراكز الهيئة من هدية سواء مطوية أو كتيب أو شريط. التعامل مع الشباب * كيف نتعامل مع الشباب المراهق بشكل عام؟ ومع المخالفين منهم؟ إن التعامل مع الشباب المراهق أمر مهم جداً وخطير، فيجب علينا إزالة الحاجز بيننا وبين هذه الفئة المهمة جداً في مجال عملنا، باستخدام الحكمة والنصيحة الطيبة واختيار الأسلوب المناسب والأمثل للنصح والإرشاد، أما فيما يتعلق بالمخالف منهم فالذي يضبط من قبل الهيئة فإنني أنصح نفسي وإخواني رجال الهيئة بتغليب جانب الستر الشرعي والسر في النصيحة ومحاولة احتواء مشاكل هذه الفئة بالذات داخل المركز قدر الإمكان؛ لأن ذلك من وجهة نظري لعلاج مشاكل ومخالفات المراهقين أفضل بكثير من إحالتها إلى الجهات الأخرى، فدائماً نحرص على ذلك قدر الإمكان. الزلة الأولى * الستر والزلة الأولى.. ما هي مفاهيمك عنها؟ وكيف تستثمرها في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ لاشك أن الإنسان معرض للزلة والوقوع في المنكر إلا من رحم الله في هذه الأزمنة التي كثرت فيها المنكرات والمغريات والمثيرات من وسائل اتصال مختلفة جعلت العالم وكأنه قرية صغيرة، ونحن كعاملين في هذا الجهاز المبارك لا نفرح بزلة أي إنسان في أي قضية أينما كانت؛ فديننا الحنيف يتطلع للستر بقدر الاستطاعة والإمكان ما لم تصل إلى الحدود. وينبغي علينا أن نحرص بقدر الاستطاعة والإمكان أن نستر على المخالف وفق ما يملي علينا الشرع، فكم إنسان ضبط في قضية أخلاقية وغيرها وتم الستر عليه وكان ذلك سبب التزامه وصلاحه، لذا نحن نستثمر الستر في مجال عملنا قدر الإمكان وبخاصة في القضايا التي لم تصل إلى الحدود. المعروف والأسرة * كيف لنا أن نفعّل دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأسرة؟ هذا أمر مهم جداً ولكن لابد من بذره في نفوس الناشئة منذ الصغر لكي يفرق الصغير بين المعروف والمنكر وبين الحلال والحرام ويتدرج على ذلك حتى تنشأ الأسرة على أساس سليم. أما أن يفعّل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأسر الكبيرة فأتصور أن الأمر يصعب ولكن لابد من إزالة المنكرات داخل البيت وبين الأسرة كبعض القنوات الفضائية والإنترنت والأجهزة المحمولة التي تحتوي على كاميرات التصوير، وبخاصة أن معظم الشباب يستخدمها فيما هو مخل بالآداب العامة وكذلك المجلات التي تحتوي على صور مثيرة وغيرها من المنكرات التي تعج بها منازل كثير من الأسر، حتى يصبح الجو ملائماً ومناسباً لتفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل الأسرة. التعاون المثمر * ما مدى تعاونكم مع الأجهزة الحكومية العاملة معكم في منطقة عمل المركز؟ لاشك أن التعاون مع الأجهزة الحكومية المختلفة أمر مهم للغاية؛ حيث إنه يسهل كثيراً من الأمور والإشكاليات التي تقع في الميدان، ونحن ولله الحمد والمنّة نتعاون مع كافة الأجهزة الحكومية المعنية في نطاق عمل المركز كمركز الشرطة وإدارة الجوازات ومكافحة التسول وإدارة مكافحة المخدرات والبحث الجنائي وغيرها من القطاعات الحكومية، ونجد التعاون والتجاوب منهم فيما يخص مصلحة العمل، وليس أدل على ذلك مما لمسناه من نتائج رائعة في الحملة الأمنية لتطهير بعض الأحياء القديمة في مدينة الرياض والتي شاركت فيها الهيئة مع الجهات الأمنية الأخرى. أئمة المساجد * ما مدى تعاون المركز مع الأئمة والخطباء بالحي؟ هناك تعاون لا بأس به بين المركز وبعض الأئمة والخطباء بالحي وبخاصة أنه يوجد عدد من منسوبي المركز يعملون في هذا المجال، ودور أئمة المساجد مهم جداً بالحي؛ حيث إنه لا يقتصر فقط على إمامة الناس بالمسجد، بل يجب على الإمام تلمس حاجات أهل الحي ومتابعة المقصّر منهم في الصلاة وزيارته ومناصحته وتكرار ذلك وإن استدعى الأمر إبلاغ الهيئة فإن ذلك يكون آخر العلاج. أما ما يتعلق بالخطباء فإنه يعرض عليهم أبرز المشاكل التي نعاني منها والظواهر المنكرة على المجتمع لكي يتحدثوا عنها في خطبهم، ومع ذلك فإننا نتطلع لمزيد من التعاون مع الأئمة والخطباء في الحي. * ما مدى ظهور نشاط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مجال التوعية والتوجيه إعلامياً؟ يلاحظ تحسن كبير في الآونة الأخيرة ولكن نطمع في المزيد وبخاصة أن الإعلام أصبح حالياً أمراً مهماً للغاية. * ما كلمتك لكل من: - رجال الهيئة؟ أنتم سفينة النجاة لهذه الأمة فواصلوا العطاء والجهد واحتسبوا الأجر من الله سبحانه وتعالى ولا تلتفتوا لما يقال أو ينشر عنكم من أباطيل. - المخالف؟ راقب الله عز وجل قبل أن تراقب البشر. - المتأثر بالأفكار الغربية؟ اعتز بدينك الإسلامي الحنيف وعاداتك وتقاليدك المضبوطة بضوابط الشرع ولتكن داعية للخير ومعول بناء لا معول هدم.
* إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
|
|
|
| |
|