| |
نقاط فوق الحروف إلى كتابنا الأفاضل أحمد بن علي الشهري(*)
|
|
المتابع لما نشر في بعض صحفنا المحلية خلال الفترات الماضية يلمس مدى حرص بعض الكتاب للنيل من جهاز الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنيل من بعض الثوابت الشرعية عبر نقد هذا الجهاز ولبعدهم عن أماكن المسؤولية فقد خفي لديهم أن أجهزة الدولة تتابع في أدائها وأعمالها وتُقوّم من قبل الدولة نفسها وهناك جهات رسمية مناط بها هذه المسؤولية وهم رجال أكفاء منزهون عن الميل والجور (أي الأجهزة الرقابية) بإذن الله، وهدفهم في ذلك الصالح العام، وأقول لهؤلاء الكتاب الذين لم يتوقفوا عن المساس بجهاز الهيئة ومنسوبيه أن ينزلوا إلى مراكز الهيئة وإلى رؤساء الهيئات ويراجعوهم فيما ينقل إليهم من أخبار بغض النظر عن رواتها، ولا أعتقد أن أحدا سيمتنع عن ذلك إذا تحرى الكاتب الأمانة الصحفية والجدية في طرح الحقيقة وهذا هو الهدف السامي للمادة الإعلامية دون الاكتفاء بالتقاط أحاديث المجالس وتأويلها ثم تضخيمها وتوظيفها لأهداف ليست نبيلة ولا تخدم الصالح العام بل لا بد للكاتب أن يكسر الحاجز النفسي لديه وينزل إلى موقع الحدث ويطرح رأيه ويأخذ الحقيقة من مصدرها، فلو فعل ذلك لوجد نفسه أمام واقع مغاير ولوجد مدى المرونة التي يتعامل بها رجال الهيئة مع أحوال الناس ومدى أيضا تعاطفهم والميل إلى تحقيق مصالح الناس والاستجابة إلى كل من يلجأ إلى هذا الجهاز بعد الله سبحانه وتعالى.. واسألوا الفتيات والنساء والشباب والآباء والأمهات فهم أكثر الناس تردداً لطلب المساعدة ولا سيما في هذا الزمن، بل سيلمس الكاتب مدى عظم المسؤولية وحجمها والمهام المناطة بهذا الجهاز وهذا يتأتى بفضل الله أولا ثم بثقة الناس فيه ورعاية ولاة الأمر - حفظهم الله - له... فبدلاً من النقد اللاموضوعي والتجريح والتعنيف والتشهير نتمنى أن توجه هذه الأقلام للمؤازرة وإبداء المقترحات وإيضاح الحقائق للرأي العام إذا كان الموضوع محل اهتمام فالناقد بصير وحتى نكون جميعاً عوناً لبلادنا في مباشرة مصالحها بدلا من إشغالها بأمور كان بالإمكان معالجتها بطرق أخرى مناسبة بعيدة عن الإثارة، ودافع الكاتب في هذا النقد المباشر حجج واهية يتذرع بها ومنها الرغبة في الإصلاح وتعديل الأخطاء وتقويم الاعوجاج وهذا لا يكون عبر التشهير والنيل... وغفل الكاتب عن أن هذه الكتابات والتعرض لبعض الثوابت الشرعية عبر نقد هذا الجهاز فيه مساس بمشاعر المواطنين والمقيمين في هذه البلاد المباركة لتعلق هذا النقد بالعاطفة الدينية والمشاعر الوطنية، فمعظم الكتابات التي نشرت في الفترة الماضية كان لها من حظوظ نفس الكاتب النصيب الأكبر وهذا أمر واضح في أسلوب الطرح والاسترسال في الكتابة وتغليب جانب العاطفة على تقصي الحقيقة والميل إلى الأمور الظنية والوقوف موقف الخصم وإغفال جانب الحيادية في الطرح، فأرجو من الكاتب العزيز أن يتصف بالعدل والحيادية وأن لا ينظر بعين واحدة وأن يبتعد عن التأويل وإقصاء الرأي المقابل، وعلى الكاتب استحضار مخافة الله عند الكتابة والبعد عن الإثارة التي قد ينتج عنها على سبيل المثال لا الحصر إثارة وسائل الإعلام الخارجية والتي تفرح بنشوب مثل هذه الخلافات وكلنا ثقة أن هذا ليس ما يهدف إليه كتابنا الأفاضل ولكن هذه حقيقة لا بد من أن نعيها، كما أنها تعين بعض جماعات التطرف والفرق الضالة في اقتناص مثل هذه الاختلافات وتؤججها لمصالحها لتخرج منه بمادة إعلامية وأطروحات فنية توظف في خدمة أهدافها وربما تصنع منها ذريعة ومبررا لبعض أعمال العنف وهذا ما نود من الجميع الابتعاد عنه، الداعي إلى هذه الكتابة ليس التحيز ولا المناصرة ولكن هي دعوة خالصة صادقة لكتابنا الأفاضل الذين ننتظر منهم الحلول والآراء والأفكار التي تعين على حل المشكلات ورفع المعاناة وتبصير الرأي العام والنقد الهادف في حدود الأدبيات والأعراف السليمة، أدعوهم إلى توحيد الصف والالتفاف حول بعضنا وتقديم المصداقية ونبذ الأمور الظنية حتى لا نتسبب من حيث لا ندري بإحداث شرخ في جدار هذا الوطن الغالي أو نعين على ذلك، فكل المؤسسات الحكومية أبوابها مفتوحة والقائمون عليها يرحبون بالحوار البناء والنقاش الهادف، ختاماً أسال الله للجميع السداد في القول والعمل والتوفيق في خدمة هذه البلاد الطيبة على الوجه الذي يرضي الله عز وجل.
(*)رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الخبر
|
|
|
| |
|