| |
من أبرز مظاهر التكافل الإسلامي وعلى الخيّرين دعمها (البصيرة) أول جمعية لرعاية المكفوفين وضعاف البصر
|
|
* بريدة - خاص بـ (الجزيرة): جاء تأسيس جمعية العوق البصري (البصيرة)، بمدينة بريدة في شهر صفر من العام الجاري، كضرورة مجتمعية لخدمة فئة من ضعاف البصر والمكفوفين، وإتاحة الفرصة لهم لمواجهة حياتهم العملية والعلمية، شأنهم شأن باقي أفراد هذا المجتمع، الذي جبل على التكاتف، والتضامن، والتعاضد الاجتماعي، بل هي صورة من صور التكافل بين أبناء المجتمع الإسلامي. وتحظى (البصيرة) منذ إنشائها بدعم ومساندة ومباركة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، حيث وافق على تأسيسها، وتقديم الدعم لها، مع رئاسته الفخرية لها، وسجلت برقم (254) ضمن الجمعيات الخيرية بالشؤون الاجتماعية، التي من حقها تلقي التبرعات لخدمة ضعاف البصر والمكفوفين، كما حظيت (البصيرة) بالدعم من رجالات الخير، وأهل البر، والمحسنين من أهل القصيم بوجه عام، وأبناء بريدة بصفة خاصة، الذين يأملون في الخدمات التي ستقدمها الجمعية لهذه الفئة؛ ما يعين المكفوفين وضعاف البصر على الحياة وسط مجتمعهم بطريقة طبيعية. ولإنشاء هذه الجمعية, قصة يرويها الأستاذ خالد بن سليمان المشيقح أمين عام الجمعية، الرجل الذي تبنى الفكرة، وحشد لها التأييد، ووجد من رجالات القصيم الخيّرين الدعم والمساندة.. يقول المشيقح: لقد أدركت صعوبة مشكلة ضعاف البصر والمكفوفين في الحياة، وفي التكيف مع حياتهم العلمية والعملية، ولمست المشكلة من واقع تجربتي الخاصة كأب لابنين من هذه الفئة كفيفين، ووجدت أن الجهد الفردي لا يثمر بالغالب، وحقيقة المشكلة اجتماعية، وليست فردية؛ فالعديد من الأسر التي لديها أبناء مكفوفون أو ضعاف البصر تعاني كما عانيت أنا وأسرتي؛ ولذلك كان لا بد من تكوين (البصيرة) لخدمة هذه الفئة، ودعمهم، وإتاحة الفرصة لهم لمواجهة حياتهم، كباقي أفراد المجتمع. ويضيف المشيقح قائلاً: الحمد لله وجدت تأييداً من ولاة الأمر، وأهل البر والإحسان، والجمعية لديها العديد من البرامج التأهيلية والتدريبية، وتقوم بدراسة حالات الكفيف وضعيف البصر الاجتماعية، والنفسية, والاقتصادية على حد سواء، وتقديم الخدمات المتنوعة التي يمكن أن تكون حافزاً لهم - بعون الله - على تخطي الصعاب. وتهدف الجمعية إلى إعداد الخطط والبرامج اللازمة لتدريب وتأهيل المعاقين بصرياً، بالشكل الذي يتلاءم مع احتياجاتهم، وتنفيذ البرامج التدريبية للأفراد العاملين مع المعاقين بصرياً، وتقديم برامج توعوية حول أسباب العوق البصري، وطرق الوقاية منه، ورسم استراتيجية تربوية وتعليمية متخصصة حول الأسباب المناسبة في كيفية التعامل الأمثل مع المعاقين بصرياً، وتوفير الأجهزة المساعدة والوسائل التكنولوجية للمعاقين بصرياً بسعر مناسب. إضافة إلى إنشاء مركز خاص بإنتاج وتطوير الوسائل التعليمية المناسبة للمعاقين بصرياً، ودعم برامج الأبحاث التربوية الخاصة، وتعليم وتأهيل أبناء هذه الفئة، وتقديم اختبارات وتقويم البصر لضعاف البصر، وإقامة محاضرات دورية حول الإعاقة البصرية، ودعم أسر المعاقين بصرياً، وتقديم الخدمات الاستشارية لهم، وتشكيل فريق متخصص للزيارات الميدانية للمعاقين بصرياً في منازلهم، ودعم المشاركات الاجتماعية للمعاقين بصرياً، وإصدار المطبوعات المتخصصة في مجال الإعاقة، وإنشاء موقع متخصص في الإعاقة البصرية على شبكة الإنترنت، وإجراء الدراسات المسحية لاكتشاف حالات العوق البصري في منطقة خدمات الجمعية، والاهتمام بالدور التكاملي بين الجمعية والمراكز المتخصصة التي تعنى بالمعاقين. وجمعية (البصيرة) قامت لخدمة فئة معينة من أفراد المجتمع تتشرف بدعوة كل من يرغب للانضمام لعضويتها، خاصة من ذوي الاحتياجات البصرية في جميع الحالات، لتستفيد الجمعية منهم، ومن خبرتهم، ويستفيدون هم بالبرامج المتعددة والمتنوعة التي تقدمها (البصيرة). وقد أنجزت الجمعية بفضل الله عز وجل، ثم بدعم أهل الخير، العديد من الإنجازات، من أبرزها: أولاً: إنشاء قاعة للحاسب الآلي، وهي (قاعة صالح بن سليمان العمري) - رحمه الله - للحاسب الآلي، حيث تبرع أبناؤه بها، وهي تقع على 110م2، وتحتوي على اثنى عشر جهاز كمبيوتر مدعما بالبرامج الناطقة، التي تساعد الكفيف على التعامل مع الحاسب الآلي، وهي تقدم خدمات كاملة من إنترنت، وطباعة، وصوتيات، وغيرها. ثانياً: إنشاء مكتبة الشيخ عبدالله المشيقح للمكفوفين بالجمعية، وقد تبرع بتكلفتها كاملة مع استمرارها الدكتور عبدالرحمن المشيقح عضو مجلس الشورى وإخوانه، وهي تحتوي على عدد كبير من الكتب المختلفة والمتنوعة، وتم تزويدها بالنسخ المرتلة من القرآن الكريم لمشاهير القراء، من إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. ثالثاً: برامج التدريب، فقد نظمت الجمعية العديد من الدورات التدريبية للمعاقين بصرياً على الحاسب الآلي، وغيره. رابعاً: برامج التأهيل، فقد أنجزت الجمعية، رغم قلة إمكاناتها، العديد من برامج التدريب والتأهيل للمعاقين بصرياً. خامساً: تقدم الجمعية العديد من التسهيلات لضعاف البصر والمكفوفين ممن يحملون بطاقة عضوية الجمعية.
|
|
|
| |
|